لم تكن سعادتي عابرة وأنا أتابع عروض فريق الجيش في بطولة العالم العسكرية، التي تابعتها أول مرة من دمشق في نهاية السبعينيات على ما أذكر، وقد خطا اليوم منتخبنا العسكري بثقة نحو الأدوار المتقدمة،
وبغض النظر عن نتيجة مباراته أول أمس مع قطر، فما حققه يستحق الشكر ورفع القبعات، وقد أثبت علو كعبه، عقب خروجه من بطولة الأندية العربية وكأس الكؤوس خالي الوفاض، وهي عودة ميمونة ومتعافية تدلل على حسن سير العمل الفني والنفسي معا، وبالتالي أتمنى أن يكون قد وضع قدما ثابتة لأنديتنا في مشاركاتها الخارجية التي اتسمت بالخيبات المتكررة.
فريق الجيش الذي أعاد حساباته بثقة، وقد تواصلت مع إدارته في عُمان، وعرفت كيف كان العمل على إعادة الثقة للفريق، وكيف كانت ترسم تكتيكات المواجهة مع الفرق المنافسة بكل دقة، عرف كيف يقبض على مفاتيح الفرق بقيادة مدربه الشاب أنس مخلوف، هي حلقة نحتاجها ونحن نتابع فرق دوري المحترفين التي تحتاج لمثل هذا العمل الدؤوب لتقدم الفرق ما في جعبتها من مستوى فني يعكس تطورها، خصوصا أن مشاركة خارجية قادمة تنتظر فريق الوحدة في الكأس الآسيوية، ومن الممكن أن تنعكس منافسات الدوري خيرا على فرقنا التي تحتاج الكثير من العمل لكي تُحَسن من صورة مشاركاتها الخارجية التي لم تكن مرضية في يوم من الأيام.
والشيء بالشيء يذكر، فقد تابعت في ذات البطولة تألق حكمينا محمد العبدالله وزكريا قناة هناك، وكيف أشاد المراقبون والإعلام بهما، والملفت أكثر تواجد العبدالله الذي أعاد الروح لحكامنا والثقة بهم لكي يعودوا بقوة أكثر للساحة الخارجية التي افتقدنا حضورهم الفاعل بها طوال سنوات مضت، ونأمل أن يكون للتحكيم السوري صوتا أكثر فاعلية وقوة لهم في الاتحادين القاري والدولي ليسجلوا حضورا أكثر، فهم يستحقون، دون أن أغفل ما يسجل على بعضهم من “شطحات” في الدوري، ولكن ما يجري في الداخل لا أعتقد أنه يتكرر في التحكيم الخارجي بتاتا، وأتمنى أن يكون ما حدث في لجنة الحكام الرئيسية مجرد سحابة صيف، ومن ثم تعود المياه لمجاريها، ليكون الحكام أكثر استقراراً واقل أخطاء.
بسام جميدة