بدأت حمى الانتقالات للموسم السلوي الجديد، وبدأت تتساقط معه أوراق التوت على عورات بعض الأندية التي تسابقت نحو اعتلاء منصات التتويج بأي طريقة كانت حتى لو كانت على حساب مصلحة النادي، لأن حب البروظة والبريستيج دفع أغلبية إدارات هذه الأندية إلى التعاقد مع أفضل اللاعبين مستغلين حالة عدم الاستقرار،
ليؤكدوا بالدليل القاطع أن إنجازاتهم مسبقة الصنع بعيدة كل البعد عن العمل الرياضي الصحيح الذي يؤسس على أرض صلبة نستطيع من خلالها الانطلاق إلى مراحل أفضل.
عنب الشام وبلح اليمن…
يبدو أن بعض جهابذة السلة في أندية دمشقية قد تعودوا على الظفر بعنب الشام وبلح اليمن وتجيير جولاتهم الصباحية والمسائية في أروقة مكاتب صناع القرار لتبييض فشلهم الإداري وقصورهم الرياضي، ونسوا أن دوام الحال من المحال، وبأن من الطبيعي أن تنقلب الأمور من حال إلى حال فقد ظهر لهم ما لم يكن في الحسبان، وما لا ينزل في ميزان، فبعد أن قسمت الأدوار السلوية في السلة الدمشقية بين ناديين في الرجال وآخرين في السيدات دخل إلى ساحة التنافس بكل قوة، وتنظيم فارس ظنه البعض فارساً من ورق، فإذا به يثبت بأنه يلاعب المخضرمين بالبيضة والحجر، ويتقن لعبة الطرابيش، وعلى وقع هذه الهزة سقطت المزاعم واحدة تلو الأخرى، وانكشفت عورات التقصير واللامبالاة.
عصي تكسّرت
عصي التعطيل هذه المرة لم تنجح، ولم تنفع لأنها تكسرت تحت عجلات خبيرة خلفتها من نفس المطبخ الذي أدار خيوط اللعبة سابقاً، عندما هرول المنظرون عسى أن يلحقوا بقطار التحضير لكن صحتهم ولياقتهم لم تسعفهم، بعد أن كسا شحم الكسل أجسادهم، وتدلت كروش الواسطة من فوق أحزمتهم، ليقفوا مشدوهين عاجزين عن تبرير تقصيرهم أمام جماهيرهم التي قدموا إليها شهادات الماجستير في التنظيم والإدارة، ففشلوا في اجتياز أبسط الامتحانات وأسهلها، وعند سؤالهم عن مصير فرق القواعد الهشة والمندثرة وهم الذين حاضروا وتغنوا بكيفية بناء فرق القواعد، فإذا بقواعدهم وقد نخرها السوس، ولم تقوَ على الوقوف على قدميها.
رب ضارة نافعة
لعلّ هذه الهزة الأرضية قد أسقطت الأبنية الهشة والمتهالكة، وحفظت ما بني بضمير وإتقان، وكانت تتماشى مع الحكمة التي تقول (رب ضارة نافعة) لذلك عودوا للعمل بقواعد أنديتكم بشكل صحيح، لأن البداية الصحيحة لا بدّ أن تثمر ولو بعد حين، فذلك أفضل من بناء الأحلام من وهم لا يلبث أن يتلاشى مع أول صدمة حقيقية.