بهذه الشروط فقط يمكن أن نبني منتخبات السلة

متابعة – مهند الحسني:مضى حوالي سبعة أعوام ونيف على تسلّم اتحاد السلة الحالي لزمام اللعبة، وهي مدة كافية لمعرفة مدى نجاحه في إعداد منتخباته الوطنية التي لم تشهد في عهده أي تطور رغم المحاولات الجادة للاتحاد في هذا الاتجاه،



وقد توسمنا خيراً قبل عدة أشهر عندما قرر الاتحاد وضع استراتيجية لإعداد المنتخبات الوطنية، وتم الاتفاق على وضع خطة لمدة ثلاث سنوات،وبدأت رحلة المنتخب لكن الكثير من المنغصات عكرت أجواء المنتخب، كان أبرزها الظروف العامة، ورغم ذلك تحامل اتحاد السلة على نفسه وتجاوز عثراته واستمر بالمنتخب، لذلك وجدنا أنه من الضروري اليوم أن نفتح ملفاً مهماً يخص اتحاد السلة وفيه الكثير من التساؤلات التي تدور حول طبيعة الآراء والتعامل مع المفصل الأهم المتعلق بإعداد المنتخبات الوطنية التي أصبحت في عهد هذا الاتحاد عملة صعبة ونادرة باستثناء بعض الطفرات والشذرات هنا وهناك والتي لم تلب الطموح بل على العكس زادت.‏


حقائق‏


منذ سنوات طويلة مضت وسلتنا تحاول تحقيق بصمة سلوية قارية، على أقل تقدير، لكن محاولاتها مازالت بائسة وخجولة على صعيد منتخب الرجال، حتى بتنا نقتنع بأن هذه هي حدودنا، وإذا أردنا أن نصل بسلتنا الوطنية عبر نقلة نوعية تحقق نتائج إيجابية على الصعيد الآسيوي فهذا يتطلب أن تتوافر كل مقومات العمل، وهذا لن يتحقق بالحماسة والتمني، فعند بناء وإعداد أي منتخب وطني لابد أن نصطدم بالكثير من العقبات القانونية والإدارية التي تعرقل خطة الاتحاد أو مدرب المنتخب، ولأن المنتخب قضية وطنية فعلينا العمل على تذليل كل العقبات أمامه لا أن نضعها ونتمسك بالقشور بحجة أن القوانين لا تسمح والميزانية غير متوافرة حتى أصبحت مثل حكاية ألف ليلة وليلة، ولن نشطح كثيراً بالمقارنات حتى لا يقال إننا نصطاد بالمياه العكرة فهناك الكثير من الصرفيات الكبيرة تحت بنود مختلفة صرفها المكتب التنفيذي، ووجد لها القوانين والتشريعات إلا قضية المنتخبات الوطنية ! فما زالت ميزانيتها لا تتعدى ميزانية فريق درجة ثانية في أقرب دول الجوار إلينا ؟! لذلك لابد من إعادة النظر في ميزانيات المنتخبات الوطنية حتى تتناسب الجهود التي تبذل مع العطاء المقدم .‏


الإمكانات المادية‏


دعونا نعترف أن الحماس والتصفيق لا يصنعان منتخباً لأن الرياضة أصبحت صناعة هي تتطلب توافر كل مقومات العمل، فإذا أردنا إعداد منتخب يقارع كبار القادةن فعلينا رسم استراتيجية واضحة المعالم، ولها أهداف مع توافر الإمكانات المادية الجيدة التي تسمح بوضع خطة إعداد مثالية للمنتخب، وإذا كنا حتى الآن ننتظر الهبات، والعلاقات الشخصية لإقامة معسكراتنا فمتى سنصبح مبادرين في هذا الشأن وننتقي ما يناسبنا من معسكرات ومباريات تتلاءم مع مسيرة الإعداد ؟‏


لابد‏


اتحاد السلة تأخر في الإعلان عن خطته في إعداد المنتخبات، والتي مازالت أسيرة الدروج والرفوف، وما إن أخرجها بهمة عالية حتى وجد نفسه أمام الكثير الكثير من المنغصات والصعوبات كانت كافية في تعكير أجوائه وخلط أوراقه التي رسم عليها استراتيجيته لبناء المنتخبات الوطنية، لذلك كل ما هو مطلوب منه البدء بإعداد المنتخبات ورسم استراتيجية جديدة أو الحفاظ على ما تم الاتفاق عليه سابقاً، وأن تكون استراتيجيته ذات أهداف واضحة وضمان استمراريتها بعيداً عن الروتين والبيروقراطية عسى ولعل نستطيع أن نصنع منتخباً قارياً يقينا شر الانتكاسات والخسارات التي شهدتها سلتنا الوطنية منذ سنوات طويلة مضت.‏

المزيد..