رغم الظروف الصعبة … هذا ما قدّمه اتحاد السلة للعبة

متابعة – مهند الحسني: لا نغالي كثيراً إذا قلنا إن اتحاد السلة قدّم منذ توليه لمهامه الكثير من الأعمال التي بدأ يقطف ثمارها في الفترة الحالية، بعدما كانت في يوم مضى أشبه بضرب من ضروب المستحيل…



هفوات‏


لم نجد للاتحاد عذراً في أي هفوة أو هنة لذلك كثرت الانتقادات، و اتهمنا حينها بأننا ننظر إلى الجزء الفارغ من كوب الماء، لكن حقيقة الأمر أن عشقنا للوحة الفنية الرائعة للسلة السورية في تلك الأيام لم يترك لنا مجالاً للقبول بخطأ مهما صغر، سواء أكان تحكيمياً أم تنظيمياً أم إدارياً أم فنياً، فكبا الاتحاد مرات و نهض في أخرى، لكننا لم ننكر عليه أموراً هامة، و علاجه لأمراض مزمنة نهشت السلة السورية عبر عقود مضت، أبرزها فوضى جدول المسابقات، و كثرت التأجيلات و التعديلات، و سلبيات أخرى بدت في يوم من الأيام بأنها جزء لا يتجزأ من سلبيات السلة السورية، لينجح الاتحاد الحالي بعلاج غالبيتها، و مع دخول رياضتنا في نفق مظلم بسبب الأزمة الحالية، أظهر الاتحاد عموماً و رئيسه خصوصا قابلية عالية، و مرونة كبيرة للتكيف مع الظروف، و الخروج من الواقع الشائك بحلول و خطط عملية ناسبت حال الأندية و اللاعبين، و حفظت استمرارية كرة السلة في حدودها الدنيا خير من اندثارها، و سارت المسابقات المحلية بأدنى التكاليف، و بأقل التبعات بدلاً من الخطط المسبقة الصنع التي لا تصلح للتطبيق على واقعنا الحالي.‏


العلاقة الخارجية‏


بعد قضية التزوير التي شهدها منتخب الناشئين في عام 2008 ، والذي شارك في النهائيات العالمية في نيوزيلندا، تبادل الاتحاد السابق التهم مع اتحاد غرب آسيا ، وبدأت فجوة الخلافات تتسع بين الاتحادين حتى وصل الأمر إلى تغريم سلتنا الوطنية بمبلغ خالٍ حينها، ومع مجيء الاتحاد الحالي بدأ يعيد علاقاته الخارجية، وكانت البداية مع اتحاد غرب آسيا، بعدما دعا آغوب إلى العاصمة دمشق واستقبله بحفاوة أسس خلالها لبناء علاقة جديدة مبنية على الاحترام المتبادل بين الاتحادين، وكان لهذه العلاقة نتائج ايجابية لسلتنا، حيث قام آغوب برفع العديد من العقوبات والغرامات المالية على منتخباتنا وأنديتنا، ولم يتوقف دعمه عند هذه الحدود حيث تولى آغوب مهمة الأمين العام للاتحاد الآسيوي، وقد قدّم العديد من التجهيزات للسلة السورية، إضافة لإعادة تمثيل السلة السورية في اتحاد غرب آسيا.‏


المراكز التدريبية‏


من رحم الأزمة الحالية جاء اتحاد السلة بفكرة المراكز التدريبية التي بدأها منذ أربع سنوات، وفتح العديد من المراكز في غالبية المحافظات، وقد أثمرت هذه المراكز في خلق جيل سلوي جديد ، إضافة إلى أنها ساهمت في توسيع رقعة اللعبة وزيادة جماهيريتها، وكانت البداية في بعض المحافظات التي كادت اللعبة فيها أن تلفظ أنفاسها، ويأتي في مقدمتها محافظتا طرطوس واللاذقية اللتان شهدتا نقلة نوعية باللعبة، فكان لنادي الساحل نتائج ايجابية وظهر جيل سلوي فيه يبشر بالخير، أما في اللاذقية فبدأت اللعبة تشهد عودة جديدة في أنديتها وبجميع الفئات، وكذلك الحال في محافظة السويداء التي شهدت توسعاً كبيراً باللعبة، وبرزت أندية لم نكن نسمع بها من قبل، ناهيك عن المراكز التي تم فتحها في مدينتي محردة والسلمية، وقد استعان الاتحاد في بداية عمله بالمراكز بفريق من المدربين الأجانب قدموا الكثير لسلتنا الوطنية لكنهم فضلوا المغادرة نتيجة سوء الأوضاع التي تشهدها البلاد، فتم الاعتماد على كوادرنا الوطنية.‏


ترتيب البيت الداخلي‏


نجح الاتحاد في تشكيل فريق عمل متكامل، بعدما وسع مقر الاتحاد بغرف جديدة مجهزة بكافة الوسائل، وبات العمل ضمن أروقة الاتحاد مؤسساتي بحت، فلكل شخص مهام خاصة في الشقين الإداري والفني، وتكللت جهوده في إنشاء موقع الالكتروني خاص بالاتحاد، كان بمثابة صلة الوصل بين الاتحاد وجميع الأندية وكوادر اللعبة، فباتت أخبار اللعبة تصل لجميع الأندية بسهولة وبسرعة كبيرة، الشيء الذي انعكس إيجاباً على واقع اللعبة بجميع مفاصلها.‏


سلة 3/3‏


نجح الاتحاد في إدخال سلة 3/3 ، ووضع لها نظاماً خاصاً، وباتت مسابقة رسمية معتمدة، الأمر الذي ساهم في انتشارها في جميع الأندية والمحافظات، كما فتح الباب أمام منتخباتنا للمشاركة في البطولات القارية والعالمية، وشهدت هذه اللعبة انتشاراً كبيراً في جميع الأندية عبر إقامة العديد من البطولات لاقت نجاحات كبيرة.‏


استمرارية المسابقات‏


سعى الاتحاد كثيراً من أجل الحفاظ على اللعبة منذ بداية الأزمة الحالية، ورغم الهجرة الكبيرة التي شهدتها اللعبة بكوادرها عامة إلا أنه نجح في الحفاظ عليها عبر إقامته مسابقات لجميع الفئات، وصب جل اهتمامه بدوري الفئات العمرية، وأقام مسابقات تتناسب مع واقع الأندية متحملاً نفقات ومصاريف جميع المسابقات بغية مشاركة أكبر من الأندية التي عانت الأمرّين جراء شح الإمكانات المادية لديها، كما قام برفع أجور الحكام، وأنشأ مكتبة خاصة للمدربين، ووضع تصنيفاً جديداً لهم، و أقام العديد من الدورات التدريبية للمدربين بغية تطوير مستواهم.‏


خلاصة‏


تقييمنا للاتحاد لم يكن نجاحاً بالعلامة الكاملة، لكنه نجاح بطعم رائع لأنه أثبت المعدن النقي لجهود و خبرات محلية مزجت سعة الأفق، و التجارب الخارجية و اندفاع الرغبة بالعمل و العطاء مع معارف و خبرات أبناء البلد.‏

المزيد..