متابعة – مهند الحسني:أيام قليلة تفصلنا عن بداية الموسم السلوي الجديد، ومن الطبيعي أن تحتاج أنديتنا لحصص تدريبية توازي حجم استعدادها،
لكن أنديتنا ما زالت تعاني الأمرّين في الحصول على جرعة تدريبية هنا أو هناك نظراً لانشغال جميع صالات العاصمة بتحضيرات الأندية الكبيرة، فيما تبقى الصالة الفرعية بصالة الفيحاء حمالة الأسية بسبب الضغط الكبير عليها من أندية العاصمة وريفها، ولم تتوقف مشاكل السلة السورية عند شح الإمكانات المالية وعدم وجود موارد مالية ثابتة للأندية وإنما هناك مفاصل كثيرة ما زالت تشكل عقبة أخرى في طريق الأندية وجلها يتعلق بعدم وجود منشآت متخصصة وصالات تتسع للكم الهائل من اللاعبين الذين ما زالوا ينتظرون الفرج برؤية صالات تدريبية جديدة تفي بحاجاتهم التدريبية، ومن دون أن نرى حلولاً جذرية لهذه المشكلة التي باتت تؤرق جميع الأندية رغم الوعود الكبيرة التي أطلقتها القيادة الرياضية بهذا الخصوص غير أن وعودها لم تتعد حدود زوبعة بفنجان قهوة.
غياب السبل
يبدو أن المشكلة الأزلية المتعلقة بعدم وجود أمكنة تدريب كافية لأندية العاصمة لن تجد حلاً أبداً في ظل الواقع الرياضي الصعب الذي تعيشه سلتنا الوطنية لا بل ستزداد مرارة خصوصاً أن أندية ريف دمشق قد توجهت معظمها إلى صالات دمشق للتدريب، ناهيك عن خروج صالة الجلاء عن تغطية الأندية والمنتخبات بعدما تم تخصيصها – لا نعرف بأي بطريقة – لأنشطة الخمس نجوم حيث لا مكان للرياضيين الدراويش عليها ؟ فهي بالكاد تستوعب أنشطة الجامعات الخاصة، وبطولات الشركات الخاصة، وتمرينات المدارس الخاصة في الفترة الماضية ، أما الأندية والمنتخبات فهناك الكثير من الحجج والأعذار والتبريرات الكافية لإقناعها بعدم وجود حجوزات، وكأن الصالة لا تمت للاتحاد الرياضي العام بصلة أو أن العلاقة التي تربطها بالأندية تعتمد على المصالح الشخصية فقط ! أما الفرق التي لا يوجد من يمثلها ويدعمها في صالات مدينة الجلاء، فمكانها الملاعب المكشوفة وسط الشمس الحارقة صيفاً والأمطار والوحل شتاء، ورغم الغمز واللمز من قبل الكثير من مديري الفرق والأندية بقناة القائمين على هذه الصالة إلا أن آذان القيادة الرياضية ما زالت صماء، وكأن أمرها لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد ، وإذا حانت منا التفاتة نحو صالة تشرين بالبرامكة فحدث ولا حرج، فهي رغم ما تعانيه أرضيتها التي لا يعرف لها تسمية هل هي تارتان أم بلاط أم اسمنت ؟ ورغم كل هذا فإنها تحولت لاستقبال تمارين أندية ريف دمشق (جرمانا – أشرفية صحنايا).
«خيار وفقوس»
أما صالة الفيحاء فهي الصالة الأكثر استقبالا لأندية العاصمة، لكنها تعمل على مبدأ الخيار والفقوس، فهناك أندية مدللة من طراز الخمس نجوم تغنج بالأوقات التدريبية التي تتناسب معها، وتجري تمارينها على أرض الصالة الرئيسية أمثال الجيش والوحدة رغم امتلاكهما لصالات تدريبية في مقرات أنديتهما، ومع ذلك لا نعرف في أي مكيال تكيل إدارة المدينة في توزيع أوقات التدريب على الأندية بعدم السماح لبعض الأندية بإجراء تدريبات على الصالة الرئيسية رغم فراغها في بعض الأحيان وبالمقابل هناك أندية تتسول حصة تدريبية من هنا وأخرى من هناك ولا تجد أمامها سوى الصالة الفرعية( قاسيون -الثورة -بردى -النصر ) وأحياناً يجتمع أكثر من فريق لأكثر من ناد على أرض الصالة فيضطر اللاعبون إلى اللعب ضمن إطار محدد لا يجوز تجاوزه وأحياناً تتداخل كرات الفريقين المتدربين مع بعضهما ناهيك عن صافرات مدربي الفرق التي يخالها اللاعب أنها موجهة إليه ما يؤثر على سير التدريبات ومستوى الأندية .
خلاصة
أيها السادة الصالات الرياضية هي ملك لجميع الأندية، وعندما قررت القيادة تشييدها لم تخصصها لهذا النادي أو لذاك، وإنما لجميع الأندية كون رياضتنا هي رياضة شعبية أي إنها تضم جميع شرائح المجتمع دون وجود استثناءات ، لذلك على مديري المدن إعادة النظر في تخصيص الأوقات التدريبية للأندية بشكل عادل بعيداً عن الكيل بمكيالين ويجب الوقوف على مسافة واحدة بين جميع الأندية كي تتحقق العدالة، وينعكس ذلك على مستوى وأداء جميع أنديتنا بما يحقق الفائدة للسلة السورية بشكل عام .