واقعنا التحكيمي مظلم والحلول ما زالت بعيدة

بعدما كثرت الصافرات الخاطئة الموسم الماضي، والتي أهدت الفوز لفريق على حساب الآخر، الأمر الذي يضعنا أمام حقيقة بأن معظم الحكام قد شاخت صافراتهم، وباتوا قاب قوسين أو أدنى من أبواب الاعتزال، بعدما بدأ ناقوس الخطر يقرع بالقاعدة التحكيمية منذ سنوات دون أن يكون هناك أي حلول جذرية لها،


خاصة بعد عزوف بعض الحكام نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد، إضافة للنقطة الأهم وهي عدم رفد القاعدة التحكيمية بحكام جدد منذ سنوات طويلة، وما نذكره ليس سراً وإنما هو حقيقة ملموسة وباعتراف بعض الأعضاء في لجنة الحكام التي بدأت تعول على حكام دوليين وصلوا من العمر عتياً.‏


غياب المحاسبة‏


من يشاهد أجساد بعض الحكام ورشاقتهم أثناء قيادتهم لمباريات الدوري الفائت للرجال والسيدات، وكيف أن بعضهم قد زاد وزنه، وتراجعت لياقته البدينة، وقلّت خبرته وكثرت أخطاؤه، وهذه الصفات لم تتواجد بحكامنا عن عبث، وإنما جاءت نتيجة الإهمال وغياب المحاسبة، وصدق من قال إن العصا من الجنة، فالعصا قد تكون عقوبة إدارية أو معنوية أو مادية ولعل السبب الأساسي لهذا التراجع هو عدم وجود اختبارات ومتابعة لمستوى الحكام والاطمئنان على لياقتهم قبل بداية أي موسم، والعمل على تطوير ثقافتهم التحكيمية، و كنا ننتظر خطوة جديدة للجنة الحكام للعمل على إجراء اختبارات الحكام وتقديم ما يلزم لهم من آخر وأهم تعديلات قانون اللعبة، لكن اللجنة لم تستطع لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها عدم قدرتها على جمع الحكام بالعاصمة نتيجة الأوضاع السائدة بالبلاد، لكن ذلك لن يكون عذراً مقنعاً، فكان حرياً باللجنة إجراء اختبارات بالحكام القادرين على المجيء تماشياً مع الظروف، وهذه الاختبارات من المؤكد أن تساهم في تقليل بعض الأخطاء الفاضحة التي ظهرت على أداء حكامنا خلال مباريات الموسم الماضي بالتحديد، وإذا كانت حجة البعض بأن التعديلات الجديدة على قانون اللعبة، غير ممكن إيصالها للحكام، فإن السؤال الذي يتبادر للذهن أين مساءلة اللجنة لتراجع لياقة الحكام البدينة وبروز الكتل الشحمية على أجسادهم ؟‏


لابد‏


أسابيع قليلة تفصلنا عن انطلاقة مباريات الموسم السلوي الجديد، وهذا من الطبيعي أن يضع القائمين على أمور التحكيم أمام مسؤولية كبيرة جلها يتعلق بضرورة الاهتمام بهموم وشجون الحكام، والعمل على إقامة اختبارات كوبر من أجل الاطمئنان على جاهزيتهم البدينة والفنية، على أمل أن ينعكس مستواهم على مباريات الدوري وننتهي من مسلسل الأخطاء الإنسانية التي باتت الشماعة التي يتحجج بها بعض الحكام، كلنا أمل بالقائمين على لجنة الحكام الإسراع إلى إقامة الاختبارات من أجل أن يصل موسمنا السلوي إلى بر الأمان بعيداً عن أي منغصات قد تعكر أجواءه لا سمح الله.‏

المزيد..