متابعة – مهند الحسني: أسدلت الستارة عن منافسات دوري سلة الرجال، لكن المستوى الفني للفرق لم يكن واضحاً أبداً، وبدا التفاوت وعدم الثبات بأداء جميع الفرق باستثناء الوحدة الذي بدا أكثر الفرق ثباتاً وقوة، وما بين الرضى عن النتائج الرقمية الموضوعة في إطارها النظري لهذه الفرق،
والحالة التي نفضلها لأنديتنا بشكل عام، أنهت الفرق الأربعة منافساتها بعد رحلة من المباريات القوية و المفعمة بالإثارة والندية، لذلك كان لابد لنا بعد هذه الجولة المثيرة من وضع هذه الفرق أمام المرآة بمواجهة حقيقية مع مستواها الفني، وما قدمته من مستويات التي تباينت بين فرق محضّرة وبين فرق تلعب رفع عتب لا أكثر.
الوحدة حماسة وقوة
بدا فريق الوحدة الذي اعتمد هذا الموسم على مجموعة من اللاعبين الشباب أكثر الفرق جاهزية وأفضلها أداء، وأكثر استقراراً من حيث المستوى الفني، وقدم الفريق مستوى أكثر من جيد، وأكد من خلال مستواه أمام جميع الفرق، بأنه من طينة الكبار، وظهرت لمسات واضحة لمدرب الفريق هادي درويش على أدائه، عبرة توليفة منسجمة بين لاعبي الخبرة والشباب، و كانت نقطة ضعف الفريق الوحيدة الموسم الماضي، هي في عدم توافر لاعبي الارتكاز، فإن حلّ الجهاز الفني هذه المشكلة، تحول إلى مركز قوة بعد عودة اللاعب الشاب هاني دريبي الذي تألق خلال رحلة الفريق في الشقين الدفاعي والهجومي، إضافة إلى وجود العملاقين جميل صدير ومحي الدين قصبلي، وامتاز أداء الفريق بالهجوم السريع، والدفاع الضاغط، والتنوع بطرق اللعب من خلال انضباطه التكتيكي العالي، والالتزام اللاعبين شبه الكامل بتعليمات المدرب، وظهرت ميزة الفريق في اللعب الجماعي بأفضل صورة في المباراة النهائية بعدما خطا خطوة هامة على الصعيد الفني بشكل واثق ومتوازن.
الجيش تباين المستوى
لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال الجيش بطل النسخة الماضية يتوقع أن يظهر بهذه الصورة المتواضعة في المباريات منذ بداية الدوري، فكل من شاهد فريق الجيش بهذا الأداء والشتات الفكري والفني ظنه بعيداً عن حسابات المنافسة، فالفريق لا ينقصه من النواحي المالية إلا لبن العصفور، والمشاكل التي تعصف بمنافسيه هو بمنأى عنها، ومع ذلك كانت صورة الفريق ضبابية، ومستواه غير مقنع، لكن الفريق بعد التغيير الفني الذي شهده، وتولي المدرب هيثم جميل دفة التدريب، بدأ يستعيد مستواه الحقيقي، ودخل مباريات المربع الذهبي بقوة، وكانت البداية أمام الكرامة، حيث تفوق عليه في مباراتي الذهاب والإياب بقوة وعن جدارة واستحقاق، وقدّم نفسه بكل أناقة وتمكن من قلب كل الموازين والتوقعات، وخطف اللقب من أيدي منافسه الوحدة في الدور النهائي للموسم الثاني على التوالي.
الاتحاد نقص الخبرة
قدّم فريق الاتحاد أداء جيداً، لكنه لم يستطع المحافظة على أدائه، رغم تواجد كوكبة من اللاعبين المتميزين، وتكامل مراكزه، غير أن الفريق بات بحاجة لفترة استعداد أطول من أجل أن يصل اللاعبون من خلالها لحالة من التناغم والانسجام، ورغم خروجه من المسابقة غير أن الفريق لم يكن سيئاً، وقد شهد مستواه تفاوتاً كبيراً من حيث المستوى الفني من مباراة لأخرى، ولم يستقر على مستوى ثابت، وبدت رحلة الفريق أشكالاً و ألواناً بين قبول هنا ورفض هناك، ولعل أبرزها كان في الريباوند الهجومي والدفاعي للفريق رغم توافر اللاعبين العمالقة في هذا المركز، ولم يتمكن مدربه علاء جوخه جي من ايجاد حلول لهذه الهفوة التي عانى منها الفريق في جميع مبارياته، و ترك مستواه أمام فريق الوحدة الكثير من إشارات الاستفهام في المربع الذهبي ، وبات جلياً أن الفريق بحاجة إلى حالة من التناغم والانسجام بين لاعبيه أكثر، وخاصة في الشق الدفاعي الذي كان نقطة ضعف الفريق، الأمر الذي تسبب باختلال توازنه في اللقاءات الحساسة ، الفريق تمكن من الفوز على فريق الجيش المدجج بالنجوم، لكن النهايات السعيدة لم تكن حليفته، ويبدو أن مباريات هذا الدور ستكون عبارة عن محطة هامة للمواسم المقبلة، لكونه يضم مزيجاً من لاعبي الخبرة والشباب، يأتي في مقدمتهم اللاعب المخضرم علي ديار بكرلي الذي يعد العقل المفكر للفريق، إضافة إلى أجنحته الطائرة والقوية المتمثلة بلاعبين أنطوني بكر، ووائل جليلاتي، وعملاقه تحت السلة فراس المصري، عموماً فريق الاتحاد سيكون من أقوى المنافسين على لقب بطولة الدوري المقبل.
الكرامة منغصات التحضير
مني فريق الكرامة بخمس خسارات مؤلمة، لكن مستواه لم يكن سيئاً، ولم يتمكن مدربه عزام الحسين من تحضير الفريق بالشكل الذي يوازي حجم وقوة فرق المربع الذهبي، رغم أن الترشيحات قبل بداية الدور النهائي صبت في مصلحته بأن يكون من أقوى المنافسين على اللقب خاصة بعد فوزه التاريخي على الجيش في الفاينال إيت، لكن الفريق خيّب آمال عشاقه ومحبيه وبدا الفريق كالقط الأليف الذي تستبيح سلته كل الفرق، ولم يتمكن مدربه من السيطرة على أداء الفريق، فانقطعت خطوط الاتصال بين اللاعبين ومدربهم في غالبية مباريات هذا الدور، ليصبح الفريق خارج التغطية، سلة الكرامة تضم لاعبين شباباً من مستوى عالٍ، لكن تنقصهم الخبرة في التعامل مع مباريات قوية وحساسة، ومن المتوقع أن يكون للفريق شأن كبير فيما لو أحسنت الإدارة الحالية توفير كافة الأجواء المثالية لتحضيراته منذ بداية الدوري.