متابعة – مهند الحسني: تعيش السلة السورية حالة من عدم الاستقرار نتيجة تأرجحها وعدم ثباتها، وخاصة بما يتعلق بتوفر الإمكانات المادية التي باتت السمة الأبرز لها وتؤرق جميع الكوادر اللعبة، وعلى ضوء هذا الواقع الصعب لن يستطيع أحد تطويرها أو إخراجها من ضياعها في حال بقيت الأمور على ما هي عليه،
ويبدو أننا ابتلينا بواقع سلوي صعب ومرير ونضحك على أنفسنا وعلى الآخرين، وتبقى حصيلة اليوم كما كانت في الأمس، وكما ستكون في قادم الأيام ولا شيء جديد.
بديهيات
يبدو أن الاحتراف لم يتمكن من إنصاف سلتنا الوطنية منذ دخوله عليها من عشر سنوات، لكونه دخل عليها في غفلة من الزمن دون توفر أبسط مقوماته، و لو سألنا أصحاب الرأي في سلتنا الوطنية عن أسباب تراجع أداء اللاعب الوطني، وافتقاده لأبجديات كرة السلة، فإن الإجابة لن تكون مقنعة حتى لو جاءت الإجابة من أصحاب الخبرة الفنية، وحتى لا يقال إننا نتحدث عن أوهام مفترضة أو عن عموميات لا معنى لها، فإننا سنضطر للإشارة إلى بعض النقاط، حيث بات مؤكداً أن اتحاد السلة توصل لحقيقة مفادها أن لا سبيل لتطوير مستوى السلة السورية، إلا بالعودة للعمل بقواعد اللعبة بطرق علمية سليمة تؤسس لفضاءات أوسع وأشمل، بعد سلسلة مهازل بدت واضحة في أداء ومستويات ونتائج منتخباتنا وأنديتنا في مشاركاتها العربية والقارية.
تجارب وأحلام
غمز البعض من بياعي الكلام وهم كثر،أكثر من مرة في قناة اعتماد تجارب بعض دول الجوار، وخاصة التجربة الإيرانية التي أثبتت نجاحها، وهذا شيء مفيد وضروري أن نتعلم، ونستفيد من تجارب الغير، لكن نسي هؤلاء المطبلون بأن تطبيق التجربة الإيرانية بحاجة لكثير من المقومات والمناخات الملائمة، ونحن ما زلنا نفتقد أبسط هذه المقومات، ونسوا أن التجربة الإيرانية تحتاج إلى ملايين الدولارات، وإلى معسكرات خارجية ومدربين من مستوى عال، ونحن مازلنا نتحدث ونتطلع ونتمنى موافقة المكتب التنفيذي على إقامة دوري محلي لا أكثر، ورغم كل ذلك هناك تباهى من القائمين على الرياضة بالبذخ والصرف على كرة السلة بميزانية من المخجل ذكرها مقارنة على ما يقدم ويصرف لأقل منتخب من دول الجوار.
لا بد
سمعنا في الآونة الأخيرة أن اتحاد السلة ينوي تشكيل لجنة تسويقية تضم أبرز الخبرات من أجل البحث عن قنوات اتصال مباشرة مع شركات راعية، وإمكانية دخولها في شراكة حقيقة لبناء منتخباتنا الوطنية، وذلك أفضل بكثير من بقاء منتخباتنا الوطنية أسيرة لأمزجة أصحاب القرار بالمكتب التنفيذي، ولكن هذه اللجنة لم يكتب لها الحياة لكونها خلقت في غير شهر، أي (سبيعية)، ما ساهم في وفاتها فور خروجها في إطار التفكير لكون الاتحاد اصطدم بأكثر من عقبة حالت دون نجاح هذه الفكرة، وبذلك بقيت رعاية المنتخبات الوطنية مقتصرة على دعم المكتب التنفيذي، وهنا الطامة الكبرى، لأن الحجج جاهزة، والأعذار موجودة مسبقاً، وشح الإمكانات بات شعار أي مسؤول رياضي، ما يعني أن منتخبات السلة لن ولم تر النور كما نريد ونتمنى أسوة بباقي منتخبات زون غرب آٍسيا على أقل تقدير.