استطاع ليفربول اعتلاء صدارة الدوري الإنكليزي الممتاز للمرة الأولى منذ المرحلة السادسة والثلاثين من الموسم الكروي 2013/2014 وحينها ضاع منه اللقب في الأمتار الأخيرة لمصلحة مانشستر سيتي، وبعد 916 يوماً عاد ليفربول لريادة قائمة الدوري الممتاز على أمل أن تكون المحاولة السابعة والعشرون لاسترجاع لقب الدوري مكللة بالنجاح.
النقاد يرون أن ليفربول يمتلك مقومات الفوز باللقب وعلى رأسها المدرب الكفؤ المتمثل بالألماني يورغن كلوب القادر على استخراج أفضل ما في جعبة لاعبيه نظراً للعلاقة المتينة بينه وبين لاعبيه التي أساسها الشفافية والوضوح، إذ لا مجاملة مع أي لاعب لا يراه ضمن مخططاته، وكلنا شاهد بأم العين موقفه الواضح من بينتيكي ومامادو ساخو وجو ألين.
بيد أن مشكلة ليفربول أنه لا يستطيع تحصين أفضل لاعبيه من المغادرة وربما تلعب الرواتب المنخفضة في البيت الليفربولي التي لا تتناسب مع السوق الرائج للاعبين الكبار دوراً في ذلك، فلم تستطع الإدارة التمسك بمايكل أوين صيف 2004 عندما كان أحد أفضل اللاعبين، ولم يفلح أصحاب القرار في منع رحيل فرناندو توريس منتصف موسم 2010/2011 والحال كذلك مع لويس سواريز صيف 2014 ومع رحيم ستيرلينغ صيف 2015 ومن يدقق في الأسماء المغادرة يجد أنها قادرة على انتزاع لقب الدوري لو اجتمعت.
مشكلة ليفربول هذه تطفو على السطح من جديد، إذ تحوم الشكوك حول بقاء أحد أفضل لاعبيه البرازيلي كوتينيو الذي يقدم مستويات مذهلة لدرجة أن المتابعين يرونه رمانة ميزان الفريق هذه الأيام، فتارة نسمع أن إدارة برشلونة وضعته ضمن مخططاتها وحيناً نسمع أن مدرب ريـال مدريد زين الدين زيدان يراه دعامة مهمة للبيت الملكي المدريدي وخاطب الإدارة السخية لجلبه، والمتابعون لدقائق التفاصيل يقولون إن عدم تحصين ليفربول للاعبيه سيبقى السم الزعاف في كتيبة النادي الأحمر، وخاصة إذا كانت استراتيجية الريدز تتمحور حول هؤلاء النجوم الذين يغادرون النادي بين ليلة وضحاها رغم الحب المتغلغل في أعماقهم، والخوف كل الخوف أن ينضم كوتينيو لكتيبة اللاعبين الذين غادروا طمعاً بالرواتب المغرية.