ضربــــة حـــرة….وتتكرر الحكايا

أتيحت لي الفرصة أن أتابع عددا من مؤتمرات الأندية واللجان الفنية ، وبعض من مباريات دوري التصنيف وكأس التحدي، وأنا الذي تابعت الكثير منها خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن،

fiogf49gjkf0d


وفي الحقيقة المرة التي نتجرعها كل يوم مع تفاصيل الرياضة السورية لايسعني إلا أن أقول، وهذ القول يصلح عنوانا لفيلم «وتتكرر الحكايا» فالطروحات والمهاترات هي ذاتها، إن لم تكن الارقام نفسها التي ينسى البعض أن يعدل فيها، وحتى بعض المقدمات والجانب التنظيمي، والمقترحات والصعوبات، وغيرها تجد نفس الكلمات، فقط يتغير رقم العام، بل وتخسر ثمن القرطاسية التي صُرفت عليها، أما النتيجة فهي فقط، «صفر على الشمال»، ومجرد روتين قاتل، كي يستمر الكثيرون في عملهم، فالرياضة أيضا مصدر رزق، ومن يحدثك عن التطوير  وتنظيم العمل، وصناعة أبطال، ورياضة نوعية، واحتراف، وغيرها، فهو مجرد هراء لاطائل منه، ولايصلح سوى للبروظة.‏


هذه هي مؤتمراتنا وهذه هي رياضتنا «بالفم المليان» دون أن أنسى أن أشير وبقوة لمن يقدم جهده وخبرته، ويعمل بضمير وإخلاص من أجل الرياضة، ولا أقصد لعبة بعينها، فهؤلاء يستحقون أن نرفع لهم القبعات احتراما، ولكن هم يعملون بصمت، من أجل أن تبقى دواليب الرياضة تدور، ولايملكون قرارات التطوير ووضع الاستراتيجيات، وتغيير بعض المفاهيم البالية في الرياضة التي تئن من وجع العوز المالي أولا وأخيرا، ومن التخبط، وغياب المصارحة، في الحقائق المرة لوضع النقاط على الحروف.‏


وبعيدا عن هذه الحكايا التي يطول الحديث فيها لابد أن أشير مرة ثانية وثالثة ورابعة لدوري التصنيف، وحتى كأس التحدي، وربما الإيجابية الوحيدة لهذا النشاط، هو أنه فترة تحضير، مدفوعة الأجر من قبل أندية، وللأسف لازالت «تتسول» مصاريفها، وثمن الطعام للاعبيها، لدوري قصير لايتجاوز بمجمله ثلاثة أشهر مابين منافسات وتحضير، ومع ذلك مايقدم لها وماتستطيع أن تصرفه على نفسها، يكاد لايسد الرمق، ومع ذلك هناك من يتباهى بهذا النشاط المزعوم، الذي لايسمن ولايغني عن جوع، ولايطور المستوى الفني للفرق، في ظل غياب الاهتمام بباقي الفئات العمرية ووجود نشاط لهم، وبالتالي تجد لاعبا ناشئا يتمرن بنفس الحمل التدريبي مع فريق الرجال، بل ويسافر ويسهر معهم، وبقية التفاصيل أكثر مرارة. وكل نشاط ورياضتنا بخير.‏


بسام جميدة‏

المزيد..