جاءت مباراة ديربي الشمال الغربي في بريطانيا المعروف بكلاسيكو الكرة الإنكليزية بين ليفربول ومانشستر يونايتد يوم الاثنين الفائت باهتة متواضعة من حيث اللعب
الهجومي والفرص المتاحة ولو أن اللغة التكتيكية هي التي طغت على اللقاء معظم مراحل المباراة، فمن غير اللائق أن يقف حارس ليفربول الألماني كاريوس متفرجاً طوال اللقاء في الوقت الذي اختبر فيه حارس اليونايتد دي خيا مرتين في الشوط الثاني وكان كعادته حارساً صلباً تنطبق عليه مقولة نصف الفريق، فلم تبالغ الصحف البريطانية الصادرة في اليوم التالي عندما قالت تعادل ليفربول مع دي خيا.
ولكن يجب العلم أن ليفربول رغم سيطرته البالغة 66 بالمئة إلا أنه قدم أقل مباراة من حيث النزعة الهجومية، وصحيح أن اليونايتد اكتفى بالسيطرة 34 بالمئة كأقل نسبة استحواذ في السنوات الثلاث عشرة الأخيرة على مباراة في الدوري الإنكليزي الممتاز إلا أن الظاهر يوحي أنه تحكم بزمام الأمور في النصف الأول مجبراً جماهير أنفيلد على الهدوء.
فحوى اللقاء أن مورينيو الذي يعاني ضغوط روزنامة صعبة أراد الخروج بنقطة التعادل التي تمنع ليفربول من التحليق أكثر وخاصة أن جماهير الفريق لا يطيب لها الخسارة أمام ألد الأعداء السيتي وليفربول دفعة واحدة فنجح مورينيو في مخططاته الدفاعية المقرونة بحارس متمكن هذه المرة بعدما انكشف بشكل فاضح أمام السيتي في المرحلة الرابعة من الدوري فكانت الخسارة بهدفين مقابل هدف واحد وبدأت مع تلك الخسارة مشكلات جوزيه مورينيو، وعلى الجانب المغاير خابت آمال جماهور أنفيلد التي حسبت المباراة مضمونة.
عندما تخرج جماهير اليونايتد راضية بنقطة التعادل بل هللت لها، وعندما يلعب مورينيو بأسلوب دفاعي مبالغ فيه قانعاً بالتعادل، وعندما يخرج مورينيو في اليوم التالي مصرحاً بأنه حدّ من خطورة ليفربول الذي اعتبره النقاد إحدى عجائب الكرة فهذا يدل بطريقة أو بأخرى على أن ليفربول بات فريقاً مهاب الجانب منافساً على اللقب هذا الموسم.
وبدوره ربما يكون التعادل في ملعب أنفيلد أساساً يبني عليه اليونايتد كي يعود لبوابة المنافسة وخاصة أن القطار لم يفته بعد ولا شك أن الدوري مازال طويلاً والمواجهات المباشرة في رحلة الإياب ستكون الفيصل.