الوقت الضائع الترشيحات لا قيمة لها

جاء خروج المنتخب الجزائري من دور المجموعات لكأس الأمم الإفريقية ليشكل صدمة كبيرة في الشارع العربي عموماً والجزائري بشكل خاص،


فالمنتخب الشقيق يمتلك كتيبة من اللاعبين تضاهي الجيل الذهبي في الثمانينيات الذي ختم تلك الحقبة الظافرة بالتتويج القاري الوحيد بتاريخ الجزائر.‏


فماذا يريد المدرب البلجيكي ليكنز أكثر من نخب إفريقية الأول رياض محرز والهدافين المبدعين سليماني وإبراهيمي والحارس الواثق مبولحي وفوزي غلام وعيسى مندي ونبيل بن طالب وجمال مصباح، ولا نغفل أنه تجاهل سفيان فيغولي كدليل على التخمة الحقيقية في صفوف محاربي الصحراء.‏


ما حدث مع الجزائر يحدث في كل وقت وحين ولكن ليس بهذه الصورة المبكرة، فالمتابعون الجزائريون والحياديون كانوا يتوقعون اللعب على اللقب، ولذلك كان الخروج من دور المجموعات مصيبة المصائب وكارثة الكوارث.‏


إنها كرة القدم التي لا تعترف بالأفضلية النظرية وترفض كل الرفض الترشحيات على الورق، فمن منا ينسى رهان ملك الكرة بيليه على منتخب كولومبيا في مونديال 1994 عندما خرج من دور المجموعات يجرّ أذيال الخيبة؟‏


ومن منا لا يذكر كيف خُنقت الديوك الفرنسية في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عندما قدمت بطموحات كبيرة للحفاظ على اللقب فوقعت فريسة السنغال والدانمارك واكتفت بتعادل سلبي مع الأورغواي فحلّت في المركز الأخير من دون تسجيل كحالة استثنائية سلبية لمدافع عن اللقب المونديالي.‏


سمعة الأرجنتين سبقتها للمونديال المذكور ولكنها خرجت من دور المجموعات غير مأسوف عليها، غير أن الحدث الأبرز في تاريخ كرة القدم الأوروبية تحديداً تتويج اليونان بلقب كأس الأمم الأوروبية 2004 بوجود أصحاب المقام الرفيع في القارة الألمان والطليان والإسبان والإنكليز والهولنديين والفرنسيين.‏


ما حدث مع الجزائر درس مفيد لكنه يعطينا الانطباع بأن تدراك هفوات التصفيات المونديالية الإفريقية بدورها الحاسم صعب على محاربي الصحراء، وتغيير المدربين المتتالي لن يأتي بالفائدة.‏

المزيد..