متابعة – مهند الحسني:كما هو معروف بأن البدايات الصحيحة لابد أن توصلنا للنهايات الايجابية التي نريدها ونتمناها، وهذا ينطبق على الواقع الرياضي بشكل عام، فالاهتمام بالقواعد وصب جل الاهتمام فيها من المؤكد أن يكون ثماره يانعة ومثمرة،
ويبدو أن سلتنا الوطنية قد غرقت منذ زمن بعيد بسلسلة من الأخطاء جلها يتعلق بالطريقة العشوائية التي تدار فيها أنديتنا، والتي أهملت القواعد وصبت كل اهتمامها بفرق الكبار، وبعد غياب الجيل الذهبي لسلتنا وجدت نفسها أمام واقع صعب، وبدا واضحاً لها أنها ستدفع ثمن أخطائها التي تراكمت لسنوات طويلة، هذا الأمر ساهم في تحقيق نتائج سيئة على صعيد الأندية والمنتخبات وكان سبباً لغيابنا عن أجواء المنافسة القوية، وباتت عناوين المشاركات الخروج المبكر لا أكثر.
|
|
واقع
يبدو أن المعطيات الموجودة على أرض الواقع غير مثمرة أبداً،وخاصة في عمل هذه الأندية بفرق القواعد، التي أثبتت بأن مستواها مازال متفاوتاً وغير مبشر بالخير، وما يحز في النفس أن كافة التحذيرات والمعطيات والتنبيهات التي أشار إليها خبراء اللعبة حول الأخطاء التي وقعت فيها أنديتنا في تعاطيها مع فرق القواعد، لم تلق آذاناً صاغية لكون هذه الأندية بات جل اهتمامها فرق الرجال لما يحققه من نتائج ستسجل في سجل هذه الإدارات الراغبة في تحقيق انجازات مسبقة الصنع حتى لو كانت على حساب قواعد اللعبة، فكان ما كان وأصبح الكابوس الذي كنا نخاف منه واقعاً، وتحولت الأندية الكبيرة التي كانت بمثابة الرافد الأهم للمنتخبات الوطنية إلى أندية مستهلكة تستقطب الأندية، وتقوم على تجميعهم تحت اسم الاحتراف بهدف جمع الألقاب واعتلاء منصات التتويج ،غير مدركين أن الوضع له تأثيرات سلبية كبيرة على السلة السورية، وبدأنا في هذه المرحلة جني ثمار أخطائنا السابقة، لتدخل السلة السورية في نفق مظلم لا يبشر بأي انفراج طالما الأمور بقيت على حالها دون حلول ناجعة وجذرية.
خلاصة
على اتحاد السلة العمل على مخاطبة أنديته من أجل بيان مدى امكانية إعادة العمل من جديد بفرق القواعد وفتح باب المشاركات أمامها، من أجل بناء جيل سلوي واعد، ولا ضير من تولي أبرز مدربينا الوطنيين قيادة فرق الشباب والناشئين من أجل خلق حالة من التنافس بين هذه الفرق، وزيادة عدد مبارياتها بما ينعكس عليها بالفائدة الفنية التي نتمناها ونتطلع إليها، وعلينا الصبر لمدة موسمين أو ثلاثة حتى نتمكن من إعادة دوري الرجال بلاعبين من مستوى عال ونجوم من الطبيعي أن يتألقوا في سماء سلتنا.
