بعد تأهلنا لآسيا.. هل نستطيع  تأمين تحضيرات مثالية للمنتخب؟

متابعة – مهند الحسني:أخيراً وبعد طول انتظار تأهلنا إلى نهائيات آسيا المقبلة، وهذا التأهل يجب أن يضع المعنيين على أمور سلتنا تحت مسؤوليات جسام جلها يتعلق بإمكانية ضمان استمرارية هذا المنتخب على فترة تحضيرية تصل إلى ستة أشهر وهي المدة التي تفصلنا عن انطلاقة النهائيات في لبنان،



والأوّلى من اتحاد السلة الإسراع في وضع لمساته وتصوراته لخطة إعداد المنتخب بما يتناسب مع الإمكانات المادية المتاحة، والسعي من أجل الحصول على موافقة القيادة الرياضية لتأمين مناخات استعدادية مناسبة وملائمة للمنتخب، وحلحلة أي مشكلات أو منغصات عالقة قد تعترض مسيرة التحضير، حينها يمكن للاتحاد من العمل بهدوء وترو  بما يصب في مصلحة المنتخب وإعداده.‏


تفاصيل‏


منذ سنوات طويلة مضت وسلتنا تحاول تحقيق بصمة سلوية قارية أو على الصعيد العربي على أقل تقدير لكن محاولاتها مازالت بائسة وخجولة خاصة على صعيد منتخب الرجال، حتى بتنا نقتنع بأن هذه هي حدود طموحاتنا وتطلعاتنا، وإذا أردنا أن نصل بسلتنا الوطنية عبر نقلة نوعية تحقق نتائج إيجابية على الصعيد الآسيوي فهذا يتطلب أن تتوفر كل مقومات العمل، وهذا لن يتحقق بالحماسة والتمني والوعود الواهية، لأنه عند بناء وإعداد أي منتخب وطني لابد أن نصطدم بالكثير من العقبات القانونية والإدارية التي تعرقل خطة الاتحاد أو مدرب المنتخب، ولأن المنتخب قضية وطنية فعلينا العمل على تذليل كل العقبات أمامه لا أن نضعها ونتمسك بالقشور بحجة أن القوانين لا تسمح والميزانية غير متوفرة حتى أصبحت  مثل حكاية ألف ليلة وليلة، ولن نشطح كثيراً بالمقارنات حتى لا يقال اننا نصطاد بالمياه العكرة فهناك الكثير من الصرفيات الكبيرة تحت بنود مختلفة تم  صرفها، ووجد لها القوانين والتشريعات إلا قضية منتخبات السلة فما زالت ميزانيتها لا تتعدى ميزانية فريق درجة ثانية في أقرب دول الجوار إلينا ،لذلك لابد من إعادة النظر في ميزانيات المنتخبات الوطنية للسلة حتى تتناسب الجهود التي تبذل مع العطاء المقدم .‏


 ‏


علامة الصفر‏


هناك مقولة زرعها في أذهاننا اباؤنا  وأجدادنا تقول(عند الامتحان يكرم المرء أو يهان) لكونها تحمل  اختصاراً لكثير من الحكم والنصح،  وإذا اردنا أن نطبق هذا القول على اتحاد السلة فإننا نمنحه علامة الصفر في امتحاناته القارية  دون تردد أو خجل،  وما يحز بالنفس أن كافة التحذيرات  التي أشرنا إليها لم تلق آذاناً صاغية،   فكان ما كان وأصبح الكابوس الذي كنا نخشى منه واقعاً واستيقظ الاتحاد على واقع مرير حاكته الظروف وحالة من التخبط وسوء التقدير.‏


  وإذا كانت محطات التقييم متدرجة فإن أعلى مراحل عمل الاتحادات هو منتخباتها الوطنية، فالمنتخب حصيلة استراتيجية ورؤية فنية بعيدة وأنظمة تصيب العمق المطلوب للارتقاء باللعبة، وبذلك فإن الاتحاد أثبت فشله  ليس بسبب نتائج منتخباتنا في عهده فالرياضة تتساوى فيها احتمالات الفوز والخسارة لكن أن تكون منتخباتنا لقمة سائغة وصيدا سهلا لباقي المنتخبات فتلك هي الطامة الكبرى، رغم تأهلنا للنهائيات الآسيوية في البطولة الأخيرة.‏


غياب‏


لن نعيد ما ذهبنا إليه في مواضيعنا السابقة ولكن سنمر سريعاً على معطيات الفشل في إعداد المنتخبات الوطنية، فالاتحاد يفتقر إلى الفنيين وبعض أعضائه ليسوا رياضيين ما جعله يحلق بأجنحة غير فنية فكانت النتيجة سقوطه في أكثر من محطة قارية،  فالخسارة واردة إلا أن محطات التقييم بعد كل بطولة لم تكن ناجحة لدى الاتحاد الحالي،   ما تحدثنا عنه يخص اتحاد اللعبة  الذي عمل واجتهد حسب إمكاناته، لكن علينا بالمقابل تسليط الضوء على مقدرات اللعبة وما خصص لها من ميزانيات مالية مخجلة قياساً على أقرب دول الجوار،  ويبدو أن حجة ضعف الإمكانات المالية ستبقى ماركة مسجلة في رياضتنا، ويبقى السؤال هنا،   هل يستطيع أي اتحاد مهما كانت قدرات أعضائه إضافة شيء جديد ضمن هذه الإمكانات المادية الشحيحة وغياب المدرب الأجنبي القادر على وضع تصورات لمرحلة سلوية جديدة؟‏


مناخات جديدة‏


لا أرغب في المقارنات بين ما يقدم لسلتنا الوطنية من إمكانات مادية، وبين ما يقدم لسلة أقرب منتخبات دول الجوار لدينا، لإيماني بأن المقارنات تظهر المفارقات، وهي حتماً ليست في مصلحتنا، لكن ذلك لا يمكن أن  يجعلنا نستسلم للواقع، بل لابد من ايجاد السبل الكفيلة لدعم منتخبات السلة، وتأمين المناخات الاستعدادية لها بعيداً عن الحجج وشح الإمكانات والأعذار الواهية التي لم تعد تنطلي على أحد.‏


 ولا ضير من البحث عن شركات وطنية راعية تدعم معسكرات المنتخبات الوطنية، وهناك الكثير من هذه الشركات القادرة على دخول على خط الدعم، لأن المرحلة الحالية التي تعيشها الرياضة السورية بشكل عام باتت بحاجة لأموال كثيرة وكبيرة، وإمكانات القيادة الرياضية لا يمكن أن تلبي إقامة معسكر خارجي نظراً لموجة الغلاء الفاحشة، واتحاد السلة عليه أن يسعى بكل طاقاته لتوفير المناخات الملائمة والمناسبة لمنتخباتنا، وإلا الزمن لن يرحم تراجعنا وسيأتي يوم لن تفيدنا أي محاولة لأن سلتنا وقتها ستكون في الهاوية وهذا ما لا نتمناه ولا نريده.‏

المزيد..