الحسكة – دحام السلطان :لم يكن يتوقع أبرز المتشائمين أن تتبدّل مقاييس المكاييل الناظمة لموازين العمل في اتحاد كرة القدم السوريةالذي يُحضّر لأهم استحقاق كروي على مستوى القطر
بطريقة كانت تحتاج إعادة نظر عميقة أكثر من ذلك وبطريقة فاعلة وليست منفعلة! من خلال تعميمه العاجل الذي كان قد أرسله إلى نادي الجزيرة،والذي يطلب فيه من نادي الجزيرة تثبيت المشاركة في الدوري الممتاز أو الاعتذار عن مسابقة ذلك الدوري الممتاز! خلال مدة أقصاها تاريخ يوم الخميس قبل الماضي لكي يسنّى له اتخاذ الإجراء اللازم، الذي لم يوضّح فيه لا تفاصيل معناه ولا أبعاد إجراءاته من وجهة نظره تجاه نادٍ لا يمتلك من المعطيات التي ستؤهله لدخول دوري المال إلا أسمها فقط.!
النظر بموضوعية!
إعادة النظر وفاعليتها كان المفترض النظر فيها بإمعان وموضوعية إلى الظرف الذي يمر فيه نادي الجزيرة ومن جميع الجوانب، في ضوء الوعود المعسولة والوردية التي كان قد برّ فيها لمؤتمريه في لقائه السنوي بهم الأخير ومنهم الجزراويين وعلى ذمتهم الذين حضروا المؤتمر، حين وعد في أن تكون عملية الإخراج بحرفية مناسبة وفي موقعها الصحيح خلال الدوري للأندية التي لها ظروف خاصة ومعقّدة كناديي الجزيرة والجهاد انطلاقاً من الخصوصية التي ينتمي إليها كل منهما، في الموضوع المتعلّق ببند الصرفيات والنفقات المالية التي تأتي بالقطارة على شكل إعانات مالية من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، لفرق تلعب خارج أرضها ولا تمتلك أبسط مقوّماتالمنافسة ومع ذلك مطلوب منها المنافسة، وعليها أن تخضع لكل تلك المكاييل من المعايير والمقاييس وينطبق عليها ما ينطبق على الأندية التي لا تنتمي إلى ذلك الواقع المتعب والهزيل والمترهل، كالواقع الذي لا يزال يلقي بكامل كاهله على نادي الجزيرة ممثل محافظة الحسكة الوحيد في منافسة دوري الممتازين، بعد هبوط جاره الجهاد فنياً، والذي ستبدأ منافساته في الأسبوع الأخير من العام الجاري، والجزيرة لا يمتلك إلى الآن سوى أسمه ولاعبيه الذين سينافس بهم الأقوياء!ووفق احتياجاته المالية التي تُقدّر بنحو 64 مليوناً و240 ألف ليرة سورية طيلةمباريات الدوري.
خيار في محله!
رد الجزيرة كان في محله وهو الذي كان قد خطف فتيانه ورقة العبور إلى منازلة الأقوياء من أفواه السباع، وتضمّن رده الموافقة العلنية والصريحة على المشاركة وقرنها بجدول احتياجاته من المال بالرقم، باعتبار أن الدوري طويل ويمتد على طول زمن 30 مباراة ذهاباً وإياباً أسبوعياً، فمن المفارقة أن يمنح الجزيرة اتحاد الكرة خيار الاعتذار عن المشاركة الذي خيّره إياه في حال عدم الموافقة من جانب الجزراويين الذين أوصلوا نهاية الصيف بأول الشتاء لكي يعودوا بسلتهم وهي محمّلة بالتين والعنب معاً، فكيف لهم اليوم أن يعتذروا لاتحادهم الكروي الذي كان من المفترض به أن يتفهّم وجهة نظر الجزيرة، قبل أن يأتيها الرد وعلى عجل أيضاً إنما من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام هذه المرة الذي اطّلع على كتاب رد الجزيرة باتجاه اتحاد الكرة،حين قرر فيه الموافقةعلى دفع 12 مليوناً فقط لكامل الدوري بمرحلتيه الأولى والثانية، وأن يكون هذا المبلغ مقسّطاًعلى 4 دفعات وعلى مدار أسابيع الدوري، وعلى أن يتكفّل التنفيذي أيضاً بتأمين المنامة فقط وبدون إطعام لثلاثين شخصاً من الفريق وطواقمه المرافقة له، ولـ 6 مباريات فقط باعتبارها المباريات الافتراضية التي فرضها اتحاد الكرة وقبل بها الجزيرة بأنه سيلعبها على أرضه في ملاعب العاصمة بدمشق.!كما تضمّن تأمين الحجز للفريق بطيران الشحن (اليوشن) وليس الطيران المدني للفريق من مطار دمشق إلى مطار القامشلي مجاناً، وأن يؤمن محافظ الحسكة الطيران للفريق أيضاً من القامشلي إلى دمشق، وبيّن أيضاً أن يقوم المكتب التنفيذي بدفع أجور التحكيم وتأمين آلية النقل من دمشق إلى المحافظات الأخرى التي سيلعب فيها الجزيرة في المنطقتين الوسطى والساحلية، واشترط في النهاية الرد بالسرعة في نهاية يوم أمس الأول الخميس بالموافقة أو بالاعتذار عن المشاركة، وهذه الأخيرة سيكون لها ترتيبات أخرى من وجهة نظر المكتب التنفيذي إن حصل الاعتذار! وهذه الأخيرة ستكون لها معنا قصة مثيرة أخرى. وللحديث بقية.!