من يقــــود الريــــاضة.. المــــال أم أهــــــل الاختصاص؟!

دمشق- مالك صقر:أصبح المال هو العصب الأساسي لأي رياضة ولم يعد هناك وجود أو اعتبار للحب والانتماء للفريق أو لناد, أو احترام للجماهير فقد أصبح كل شيء يباع ويشترى في وقتنا الراهن وخاصة بعد دخول قانون الاحتراف لرياضتنا والذي يجهل الأكثرون من رؤساء أنديتنا وقيادتنا الرياضية تفاصيله فيطبقونه بشكل ارتجالي



مما انعكس سلبياً على واقع رياضتنا وأنديتنا وخاصة في عالم كرة القدم والسلة وأصبح اللاعب عبارة عن سلعة .‏


وما يغلب على الواقع الرياضي اليوم أن صاحب المال يعتبر نفسه أحق الناس بالاستحواذ على موقع القرار باعتباره المسئول عن عملية الصرف بينما يشتكي أهل الاختصاص في الرياضة من التهميش والإقصاء والإبعاد في ظل غياب التخطيط والتنظيم في العمل الرياضي؟! بينما من المفروض أن يعي كل شخص دوره .‏


لاشك إن وصول واقعنا الرياضي لهذا الدور نتيجة غياب المحاسبة الفعلية ,ولنأخذ مثالاً بسيطاً, رئيس ناد ما نجده هو الآمر والناهي في النادي دون الرجوع إلى الأعضاء الآخرين ؟! إلى متى سنبقى نتحدث عن أسباب تراجع الرياضة؟ هل هو غياب الكفاءات والبنية التحتية والبحث العلمي والمواهب؟ هذا غيض من فيض، بل أصل المشاكل كلها غياب ممارسة الديمقراطية في إدارة الاتحادات والأندية الرياضية ومما لا شك فيه أن المال عصب وعمود الرياضة لكن لابد أن يكون قرار التنظير والتخطيط بيد أهل الرياضة لا بيد أصحاب المال، فحينما يدرك كل طرف حدود ومجال اختصاصه في إطار مقاربة تشاركية فعالة تضع الرياضة الوطنية فوق كل اعتبار مادي أو شخصي أمام هدف واحد، وهو الإقلاع بالرياضة الوطنية يبدأ الانتقال بها من واقع الذاتية والتسيب والعشوائية والإخفاق إلى واقع الوطنية والقانون والعلمية والانجاز من خلال عملية التخصص في الرياضة من قبل اتحاداتنا وأنديتنا , و ما نشاهده اليوم هو قلب في المفاهيم الرياضية من خلال نزع الجانب الروحي والمعنوي عنها و غمرها بالمادة و برؤوس الأموال. فالواقع يؤيد مثل هذا القول و يكفي أن نلقي نظرة على المشهد الرياضي الحالي حتى نستشف هذه الحقيقة، فلننظر مثلا إلى الأندية المستقرة والميسورة ماليا عندنا وبدون ذكر أسماء وأندية تحاول الانسحاب من الدوري بسبب غياب المال وعدم القدرة على التعاقد مع اللاعبين المميزين الذين يتسارعون للتعاقد مع الأندية الغنية وهذه الحقيقة بعينها ولا يمكن اليوم الرجوع إلى الوراء و فصل المال عن الرياضة التي تحولت من تنافس هاو إلى احتراف و امتهان. كما أصبحت الرياضة و خاصة في العالم المتقدم جزءا من المنظومة الاقتصادية من خلال تغيير الأطر التي تمارس صلبها الرياضة و المرور من جمعيات إلى شركات تجارية تهدف إلى تحقيق أرباح، وهذا مازلنا بعيدين عنه كل البعد . ولماذا حتى الآن لم نستفد من تجارب الآخرين؟ فيكفي أن نلقي نظرة في الدول المتقدمة و كيف توفر كل المرافق و التجهيزات لمن يرغب في ممارسة الرياضة بشكل يجعلنا لا نشك لحظة بان الرياضة حق يمارسه من أراد و ليست حكرا على عالم المال. ‏


وبالتالي، يجب الفصل بين مفهومين: الرياضة في معناها الأوّل والعام الّذي جاءت الألعاب الأولمبية في بدايتها لتكريسه وهي رياضة تقوم على التنافس المتكافئ بين اللاعبين دون اعتبار للإمكانيات الماديّة لكلّ منهم، وهي مرفق عام وحقّ يجب على الدولة أن توفّره لكافة المواطنين على قدم المساواة وهذا ماهو متوفر من خلال انتشار الأندية في اغلب المحافظات السورية والقرى.والرياضة بمفهومها السلعي والاقتصادي الذي يسعى للربح والمكاسب المالية بالدرجة الأولى والأخيرة!!‏

المزيد..