ضربــــة حـــرة….مرارة وصراحة

ليست صدفة تلك التي جمعتني بالأستاذ سميح مدلل رئيس الاتحاد الرياضي العام السابق، وعضو اللجنة الأولمبية الدولية مدى الحياة، بل كان موعدا مسبقاً لحوار طويل، وسبق أن اجتمعت بالرجل قبل 12 عاماً تقريباً في منزله أيضا،

fiogf49gjkf0d


كان الحديث طويلاً ومتميزاً وجريئاً، تناولنا فيه كثيراً من المواضيع التي تهم الرياضة السورية والعربية والعالمية، ودوره المؤثر في هذا المجال، الرجل الذي أشرف على الرياضة السورية وكان صاحب قرار فيها طوال 19 عاماً، لم يخفِ الكثير من التفاصيل المهمة، ولم يجامل أو يُجمل ماكان يحدث معه، بل كان صريحاً لأبعد الحدود، خصوصاً عندما سألته عن  غياب إستراتيجية العمل في الرياضة، وغياب الانجازات الأولمبية، بل أنه أوضح مفاصل مهمة قد تكون بعيدة عن تفكير البعض، وهي أن الرياضة لايمكن أن تتطور بهذه العقلية التي تسير عليها، مالم تكن حاجة أساسية في تفكير الشعب والدولة ولها مواردها واستثماراتها الحقيقية وليست المزيفة، بل لم ينف عن نفسه مقولته  الشهيرة أن “الاحتراف هو انحراف” وأكد عليها مرة ثانية لأنه يثق أن الاحتراف لم ولن يكون بهذه الصورة الممجوجة الحالية في جميع الدول العربية. بل وأن كل هذه الممارسات  الرياضية لايمكن أن تنتج بطل أولمبي بمقاييس عالمية، وماحقه العرب وسوريا في الاولمبياد لم يكن نتيجة التخطيط الرياضي، بل يمكن اعتباره تحت بند الاجتهادات أو الطفرات ولايدلل على مقياس التطور الرياضي في هذا البلد أو ذاك.‏


بساطة وخبرة وتواضع قامة رياضية بحجم الأستاذ سميح مدلل تجعلك تقف باحترام، وهو يتحدث عن سوريته بقلب حزين، وماجرى بها، بل ويتذكر استقبال رؤساء العالم له كسوري في منصب دولي باللجنة الأولمبية الدولية، ومايحملونه له من رسائل محبة لسوريا وشعبها، وتذكرنا بكل آسى سوية كيف كانت الخبرات السورية تعج بها اتحادات العالم العربي والآسيوي والدولي، وكيف هي فاعلة هناك، ومهمشة هنا، ولمحت في حلقه غصة لم يبح بها، وهو الرئيس الفخري للأولمبية السورية، جراء هذه الذكريات الحزينة، وتسلق بعض الناس لمفاصل رياضية مهمة، وإبعادهم للخبرات وعدم الاستفادة منهم، بل ويحاربونهم في أوقات كثيرة.‏


الزاوية لن تتسع لحديث جرى على مدى ساعتين من الزمن مع رجل كان في قمة الرياضة السورية، وسنعود إليه كلما سنحت الفرصة، كي نتدبر من الماضي على الأقل.‏

المزيد..