دمشق -الموقف الرياضي: أثار حل اتحاد الكرة بعد فضيحة الخروج من التصفيات المونديالية شجوناً وآلاماً وذكريات مؤلمة بالنسبة لعشاق كرة القدم
في بلدنا وطرح العديد من الأسئلة التي تتعلق بواقع كرة القدم سابقا وحاليا فالواقع يقول إن النكسات تتكرر والتراجع مستمر على أكثر من مستوى وماحدث ليس أكثر من نتائج مؤلمة لواقع مرير ينم عن افتقاد الخبرات والقيادات الكروية القادرة على المضي باتحاد الكرة إلى نوع من الاستقرار والعمل المتراكم الذي يحقق انجازات مع مضي الوقت.
ترى هل نفتقد للشخصيات التي تتمتع بالمعرفة والعمل الاداري السليم والخبرة من أجل قيادة دفة اتحاد الكرة نحو الاستقرار والعمل في ضوء استراتيجية تحقق طموحاتنا؟
أم أن المصالح الشخصية ومبدأ المكافآت على قدر المواساة لأصحاب القرار مسألة يصعب التخلي عنها وبالتالي لن نخرج من هذه الدوامة المريرة؟
انظروا إلى العديد من الاتحادات المتعاقبة وانظروا إلى ما أنجزته هل كان يشار إليه ولاسيما على صعيد منتخب الرجال؟ وكم مرة حدثت معنا أخطاء تنم عن جهل
وضعف اداري واستهتار بالعمل المنوط بالأفراد لمصلحة تحقيق المصالح الشخصية من مكاسب وسفرات وغير ذلك؟
طرحنا هذا المحور بخطوطه العريضة على عدد من الخبرات الكروية لعلنا نتلمس الأسباب والطريق للخروج فكان الملف الذي ننشر تفاصيله في الداخل لعلنا نساهم بشيء ما يساعد أصحاب القرار..!
حموية: بحاجة لكادر خبير
حمص – حيان الشيخ سعيد:
عبد النافع حموية لاعب ومدرب وإداري الكرامة سابقاً:
العالم الكروي يتطور ونحن مكانك راوح وبعض الأندية تتفوق على اتحاداتنا الكروية من حيث النجاح بسبب حرية الحركة واتخاذ القرار والفشل الذي يواكب اتحاداتنا السابقة أسباب كثيرة والأهم هو عدم المتابعة فنقص الخبرة الإدارية والفنية من بعض الأشخاص إضافة إلى تعيين الكوادر الإدارية والفنية واللجان حسب العلاقات الشخصية والأغلبية لايملكون الخبرة عربياً وآسيوياً ودولياً وأعتب على كل إداري في الاتحادات السابقة والذين لايملكون الخبرة بهرولتهم إلى المناصب ضاربين عرض
الحائط بسمعة الوطن والذي حصل مؤخراً أجهض طموح السوريين والسبب الجهل الإداري علماً بأنني لا أحمل رئيس الاتحاد فاروق سرية إلا جزءاً من المسؤولية ولكن يجب أن يتحمل مسؤوليته الجزئية لأنه المسؤول الأول وبمشاركة الإداريين المعنيين ومدير المنتخب رغم أن البعض منهم لديه «الخبرة الفنية ولكن لايملك الخبرة الإدارية والمتابعة والقارية والعالمية.
وإذا أردنا اتحاداً جديداً يملك المواصفات المطلوبة فلدينا الكثيرين في الأندية وخاصة التي تابعت العمل الإداري والفني.
ويجب على الاتحاد القادم أن يقدم ورقة عمل ويحاسب عليها مع اختيار كادره الإداري الذي يملك الخبرة والثقافة الإدارية والتواصل مع الاتحادين الآسيوي والدولي ويتابع يومياً كل شاردة وواردة لديهم، ورئيس الاتحاد لايمكن أن يتابع كل تفاصيل العمل ولكل واحد منهم مسؤوليته وكل خطأ لكادر يتحمل مسؤوليته المقصر، كما أصر على استقلالية الاتحاد القادم إدارياً ومادياً والابتعاد عن التكتلات الشخصية كما حصل بالاتحادات المتعاقبة مع احترامي لبعض الرؤساء
والأعضاء السابقين حيث العلاقات الشخصية التي وصلت إلى الكرسي عبر مسرحيات أو مباريات شطرنج وبرأيي الشخصي أقول (داء الفالج لاتعالج) ولايوجد حل على المدى المنظور ومهما جاءت من أسماء فالمحسوبيات موجودة ولامخرج لانتشال الكرة السورية وأرجو أن أكون مخطئاً ولكن قلت ذلك من حرقة قلبي وحبي لوطني.
بوطة: جهل بالعمل الاداري
عبد الإله بوطه لاعب مدرب ورئيس فرع حمص سابقاً قال:
ما زلنا نتخبط و نفشل في التخطيط و التطوير و النهوض بالكرة السورية اضافة الى التنظير و المصالح الشخصية. لقد صدر قانون الاحتراف منذ عدة سنوات و على أساس أنه سيكون المنقذ و المطور لأنديتنا وكرتنا و لكن للآسف لم تستطع الاتحادات السابقة متابعته وتصويبه و تطويره وفق القوانين و الأنظمة المتبعة قارياً و دولياً وإنما عملت وفق نظام الهواية و قليل من الاحتراف المادي و انعكس ذلك أيضاً على العمل الإداري بالاتحادات المتعاقبة بداية من اعضاء الاتحاد و صولاً إلى الكادر الإداري و دليل ذلك خروجنا من التصفيات و لمرتين بسبب أخطاء ادارية تافهة تتحمل مسؤوليتها (مؤسسة اتحاد الكرة) وهذا يؤكد جهلنا بالخبرة الادارية و جهلنا بالقوانين القارية والدولية وفق احتراف كرة القدم. وأجدم بأن سورية غنية بالكوادر الادارية الفنية القادرة على الوصول للهدف الذي يوصلنا للحلم و ذلك وفق استراتيجيات بعيدة المدى وباستقلالية وحرية وميزانية وتفرغ لكامل اعضاء الاتحاد وكوادره الإدارية والفنية و الذين يملكون الخبرة للتواصل الداخلي والخارجي عربياً و قارياً و دولياً ولا أنكر بأن جميع الاتحادات السابقة كانت تملك البعض منهم و تستطيع وضع استراتيجيات العمل الحديث و التواصل الدائم فنياً وادارياًو بالتعاون مع لجانها المنبثقة عنها و التي لم تكن فاعلة بالسابق ومجرد اسماء و حبر على ورق اضافة الى العامل المهم و هو الأندية التي تعد الرافد الأساسي والوحيد للمنتخبات و يجب دعمها ومساعدتها بالتعاون مع المكتب التنفيذي و فروعه لتحديث ادارتها التي أصبحت مجرد مناصب يستطيع الوصول اليها عبر الطرق المعروفة سواء كان رياضياً أو متسلقاً و هذا أدى إلى الضعف و الوهن للكرة السورية.
الراشد : تأهيل الكوادر الادارية
حلب – عبد الرزاق بنانة:
جمعة الراشد – عضو اتحاد كرة قدم سابقا رأى انه:
لا يمكن أن نقول إن الخطأ الذي وقع فيه اتحادنا الكروي في خروجنا من التصفيات هو الوحيد في مسيرته فالأخطاء باتت كثيرة والارتجالية والتخبط والتسلط كانت سمة لمعظم القرارات التي أتخذها الاتحاد السابق والنتيجة انعكست على الكرة السورية التي كانت الضحية وبالعودة لأعضاء الاتحاد نرى إن معظمهم وصل إلى قمة الهرم الكروي عن طريق ترتيبات انتخابية وعدد منهم لا يمت إلى كرة القدم بأي صلة وهذه المجموعة ساهمت في إبعاد عدد من الخبرات المشهود لها في الكفاءة كما ساهمت هذه المجموعة في أن يكون رئيس الاتحاد متفردا ً ومتسلطا ً على القرارات التي كانت معظمها لا تساهم في التطوير.
كرة القدم باتت اليوم تعتمد العلم أساساً للنجاح فالعمل دون خطط وبرامج وعدم الإطلاع على الأنظمة والقوانين كلها أسباب حقيقية للفشل وهذه هو الواقع التي تعيشه كرة القدم السورية التي باتت اليوم بحاجة إلى إعادة النظر في المفهوم العام الذي يجب أن يعتمد على أسس علمية جديدة تتضمن تأهيل كوادر إدارية بعد إتباعها دورات متقدمة كما إن إدخال الاحتراف الإداري عنصرا ً مهماً للتطوير وهنا أود أن أكد على ضرورة اعتماد أسلوب جديد في اختيار اتحاد كرة قدم لتكون البداية الصحيحة لمشوار كروي زاخر بالعطاء وأخيرا ً أطالب بمحاسبة اتحاد الكرة بالكامل على الضرر الذي تسبب به للوطن والإعفاء والاستقالة وحدها لا تكفي بعد الإساءة لسمعتنا الكروية ..
الذكي: البحث عن اتحاد قوي
اللاعب السابق والمدرب الوطني فاتح ذكي قال :
رغم كل ما قيل عن الأسباب التي أدت إلى إقصاء منتخبنا عن التصفيات فأعتقد أن الخسائر المعنوية التي منينا بها ككرويين كانت فادحة وقد لا يشعر بها من لم تكن له صلة باللعبة وليس منتميا ً لها بالأصل . في الماضي قدمنا خلاصة جهدنا وخبرتنا للكرة السورية ومازلنا اليوم نحلم أن يكون لها مجدا ً جديدا ً لكن مع الأسف كيف يكون هذا المجد ومن يصنعه إذا كانت الاتحادات الكروية المتعاقبة قد ضمت في صفوفها أشخاصا ً لم تعرق جباههم يوما ًفي ملاعب الكرة ولم ترهقهم يوما ً الخسارة ثم وجدوا نفسهم بفضل الانتخابات والتكتيكات أعضاء في اتحاد الكرة الذي هو مؤسسة نوعية بحته تعنى بالشأن الفني والإداري والتنظيمي وليس لتبؤ مراكز ومناصب وسفر إلى هنا وهناك.
إنني اعتقد أن بعد هذه الصفعة الكبيرة لكرتنا قد آن الأوان إن نعمل على إيجاد اتحاد قوي جدا ً فيكون خمسة أعضاء فيه ممن عرقوا في الملاعب ولهم تاريخ كروي ناصع وأربعة أعضاء آخرين لهم تاريخ كروي إداري يمتلكون فن الادراة والحداثة في التعامل مع المستجدات الطارئة وفن المراسلات الحديثة والتعرف على المعلومات المطلوبة فلو كان الموظف المختص من الوسط الكروي ولو كان إداريا ً على الأقل لقام بواجبه وما وقع بهذا المطب الذي قام بتأجيل حلمنا الكروي ست سنوات جديدة على الاقل .
أين الاحتراف الإداري ؟!
اللاذقية -
سمير علي:
الكابتن محمود فيوض أكاديمي ومدرب وطني ورئيس اللجنة الفنية باللاذقية تحدث عن الضعف الإداري في اتحادات كرة القدم قائلاً : مشكلة الاتحادات التي تعاقبت على الكرة السورية منذ سنوات طويلة تكمن في تصفية الحسابات وغياب استراتيجة العمل لأن كل اتحاد يقوم بنسف كل ما قام به الاتحاد السابق وأن أكثرية رؤساء وأعضاء الاتحادات فضلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة الكرة السورية وأكبر دليل ما حدث مع الاتحاد الذي استقال بعد حوالي 13 شهرا فقط من تكليفه ولو قمنا بتعداد الأخطاء الإدارية والتنظيمية التي ارتكبها لكانت النتيجة بالجملة وليست بالمفرق والسبب الاعتماد على الخبرات فقط وإبعاد الأكاديميين وأن جميع التجارب السابقة أكدت بأن كرة القدم لايمكن أن تتطور إذا لم تقترن الخبرة بالعلم ولكن وللأسف الشديد يسعى أهل الخبرة إلى إبعاد أهل العلم عن العمل لأنهم أفضل منهم .
وهنا لا أطالب بأن يكون أصحاب الشهادات العلمية ضمن اتحاد الكرة ولكن من المفروض الاستعانة بهم كموظفين في الاتحاد وتكليفهم ضمن اللجان الإدارية والتنظيمية والاستشارية لأن كرة القدم أصبحت علما قائما بحد ذاته ومن لا يواكب هذا العلم لن يتطور.
ولو دققنا في الواقع الإداري لاتحادات كرة القدم في سورية لوجدنا بأنها اعتمدت على شخصين أو ثلاثة طوال الخمسة عشرة الماضية بحجة أنهم يمتلكون الخبرة ولو كان ذلك صحيحاً لما حدث معنا ماحدث وخرجنا من تصفيات كأس العالم الحالية نتيجة الأخطاء الإدارية ولم تكتف الاتحادات ومنها الأخير بإبعاد الأشخاص الذين درسوا كرة القدم وكل ما يتعلق بها فنياً وإدارياً وهم كثر بل عمدوا إلى التزوير والتلاعب بالبيانات وكان آخرها إرسال حكام لاتباع دورة تدريبية وهم لا يجيدون اللغة الأنكليزية علماً أن محاضرات الدورة باللغة الأنكليزية بالإضافة أيضاً إلى تفرد رئيس الاتحاد بالقرارات فيما كان بقية الأعضاء عبارة عن كومبارس ليس لهم أي دور رغم أن العمل في اتحاد كرة القدم يجب أن يكون جماعياً ومؤسساتياً .
ومن يدقق أيضاً في الواقع الإداري للكرة السورية يسأل: كيف تم تطبيق الاحتراف على اللاعبين والمدربين فيما لم يطبق على الإداريين وهذا الخلل دفعنا ثمنه باهظا لجهلنا الإداري وأمام هذا الواقع بات مفروضاً إعادة النظر في الشروط الواجب توفرها في رئيس وأعضاء اتحاد كرة القدم لأن الاعتماد على الخبرات فقط أثبت فشله ومن المفروض إفساح المجال أمام الكوادر والكفاءات العلمية المثقفة التي تخرجت من أفضل الجامعات الرياضية في العالم للعمل في اتحاد كرة القدم وفي لجانه المختلفة وكإداريين في منتخباتنا الوطنية لأن من يدقق في البعثات الكروية للمنتخبات العالمية المتطورة كروياً يلحظ أهمية العمل الإداري وكيف أنهم يكلفون أفضل الكفاءات فيما يكلف اتحادنا الكروي بعض الأشخاص للمنافع الشخصية.
وفي الختام أقول بأنه في حال استمرت الذهنية والعقلية التي طغت على عمل اتحــادات كرة القدم في السنوات الأخيرة فأن كرتنا ستبقى إما مكانك راوح أو إلى الوراء سر وستتحطم أحلامنا الكروية والتي في مقدمتها المشاركة في نهائيات كأس العالم ..؟!