الحسكة – دحام السلطان :هو المظهر الأسوأ لرجال نادي الجزيرة منذ ظهورهم الأول في دوري المحترفين قبل ستة مواسم من الآن ،
وهاهو الفريق يعود شبه خالي الوفاض من أن يبصم في المرحلة الأولى من دوري الأقوياء وبحوزته أربعة نقاط فقط من أصل أربعة وعشرين نقطة ، من فوز شرفي وحيد ، وتعادل مرير يتيم ، وست مطبّات مؤلمات ، وبالتالي فإن أسود الشرقية قد رسبوا في الامتحان شر رسوب ،
وخيّب القائمون عليهم الآمال بشر خيبة ، وفي النتيجة لم يفلح أرباب البيت بالتطبيل ، ولم يُبدع أهل البيت بالرقص ، وأصبح شبح الهبوط إلى دنيا المظاليم القديمة يشحذ الهمم ويرص الصفوف لأن يبارك لنادي الجزيرة ويقدّم له عربون ( عيدية ) رأس السنة الجديدة سلفاً وبزمن مبكّر ليدخل الفريق في لعبة الحياة والموت رغماً عنه وعلى عكس من التوقعات وهذا ما حصل بالفعل ..!!
منغصات ..
الشارع الرياضي بعمومياته ، حمّل الإدارة بكامل ( عضواتها ) وتنفيذيتها القائمة عليها في الصالة الرياضية ( الساكتة ) عليها المسؤولية بالكامل لما حصل في النادي ، أما الوسط الرياضي القريب من النادي فقد ألقى ( بالحمل ) كله على المدرّب مصعب محمد وطاقمه المرافق لما حل بالفريق ، وفي الحقيقة التي ترجمتها المحصلة النهائية وما عليها ، فإن الأخبار التي جاءتنا من اللاذقية ونقلتها إلينا عصافير الشوك من هناك لا تبشّر بالخير خلال فترة وجود ( مانشستر ) الحسكة وهو يخوض الدوري ، فلا الحال الفني فيه يُثلج الصدر ، ولا المظهر الإداري يُريح ( البال ) ، وكل ما ( رشح ) عنهما لم يكن سوى منغصات بائسة وأضغاث أحلام ..!
لذلك ما بُني على باطل فهو باطل ، وهذا الباطل بحد ذاته يحتاج إلى وقفة لابد لأن نشير إليه وننظر إليه باهتمام ، إذ من غير المعقول أن نرى المنغصات ونجد الباطل يصدر عن مسؤولاً رياضياً من قلب الصالة الرياضية ليتحدّث ويتبجح برمي التهم جزافاً من هنا وهناك نحو أسماء محددة وينعتهم بالفساد على سبيل الذم والقذح والتشهير وعلى مسمع ومرأى من الجميع ولم يعالج مع مؤسسته بصدق وغيرية من منطلق المصلحة العامة من هو غارق بالفساد حتى أذنيه ، ولا أن يبادر لأن يعالج ويساءل ويحاسب المقصّرين في الوقت المناسب ويقوم بتصحيح وترميم الحال الإداري والفني وقبل فوات الأوان ، ولا يقتصر دوره إلا على التنظير وقبض عوائد المهمات وأذونات السفر من لحم أكتاف وخيرات النادي وعالمكشوف وعلى عينك يا تاجر ..!!
مهازل ..
وبالعودة إلى المدرب مصعب محمد الذي يُعتبر الحلقة الأضعف مع لاعبيه في ملحمة المهازل التي جلبها الفريق من اللاذقية ، والذي أكد بأن ضعف الخبرة هي التي ورثّت حالة عدم الثقة بالنفس لدى معظم اللاعبين ، وهي من ساهم في اهتزاز توازن الفريق الذي خسر أربع مباريات من كرات ثابتة نتيجة لعدم وجود الحارس الخبير الذي يساوي نصف الفريق ، والذي طالبت به وأقصد هنا الحارس أحمد العلي الذي كنت بحاجة إليه وليس كما يروّج عني بأنني لست على رغبة به مع خمسة لاعبين ، فلم تؤمن لي الإدارة ما أريد ولم أحصل منهم إلا على المدافع كاوا خليل ، لذلك لم يكن بوسعي إلا أن ألعب الدوري بما هو متوفر بين يدي ، ولا أن أتنصل عن مسؤولياتي تجاه لاعبيني ( الصغار ) الذين وعدتهم بالاستمرار معهم ، ولا أقبل أن تُسجّل علي حالة هروب فلذلك كان لابد من المغامرة معهم وهذا ما حصل لأن أبقى في الميدان بمفردي بعد أن تركني المدير الفني ومساعدي في التدريب عضو الإدارة زوبع اليونس وغادر اللاذقية إلى الحسكة متذرّعاً بأسباب خاصة ، والأمر ذاته بمشرف النادي عضو فرع الاتحاد الرياضي الكروي القديم عبد الله حمزة الذي رافق نادي الخابور ( درجة ثانية ) إلى اللاذقية لاحقاً والجزيرة لا يزال يلعب في الدوري ..!! والأنكى من ذلك كله الوضع الإداري السيء بغياب المعالج والمرافق والتجهيزات اللازمة من ملابس وعلاج وسواها لفريق يلعب في دوري المحترفين ..!! ويقوم بتأمينها المدرّب على طريقة ( الشحاذة ) من كوادر فرق الاتحاد والجيش بالعلاقات الشخصية ومن فرق الأندية الأخرى بدرجة مزرية ومخزية بشكل يندى له الجبين ..!!
رهان ..
الكابتن مصعب محمد الذي قبل الرهان في البداية وهذه نقطة تُسجّل عليه لكي تجعل منه الإدارة الحالية شمّاعة لتعلق عليه فشلها ، ووفق كل ما برره ، فإنه لا يزال على ذات ونفس المستوى من الرهان بالفريق الذي يمتلك أربعة نقاط فقط خلال مرحلة الإياب الذي يتربّع في المركز ما قبل الأخير الذي يقبع فيه نادي جبلة ، وبنى الكابتن مصعب على ذلك ومؤكداً بأن لاعبيه سيكونون فرس الرهان في مرحلة العودة وهم لا يحتاجون إلا لحارس مرمى ولاعب وسط ارتكاز ، والأيام القادمة ستشهد على ذلك وتكون كفيلة بتصحيح صورة الجزيرة ، الذي يعاني الآن في نهاية المرحلة الأولى من ثلاثة إصابات بسيطة لدى المهاجمين الذين سيتعافون مع انطلاقة مشوار الإياب ، بوجود الإدارة الجديدة التي ستخدّم النادي التي سينتخبها أعضاء النادي يوم غد الأحد ، وهي المطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى لأن تقف وقفة الغيور والمخلص على النادي الذي تعب كثيراً وتناهشته الأهواء والنزوات من العرّابين والملفّقين ، ومن أصحاب الذمم الواسعة الذي لم يبرحوا ولم يتوانوا عن ( طق البراغي ) ، والإسراف مكراً وظلماً في محاربة من أنجز للنادي النور وأسهم في خلاصه من العتمة الطويلة الماضية ، وبالتالي من سيأتي على النادي سيكون أمام مفترق طرق ومن أمامه رهان قوي بطريقة التحدي الشريف والنزيه لأن يضع حداً للأقاويل الشائعة والضالّة والرد عليها بالفعل والعمل لكي تسير القافلة ..!!