صوت الموقف….ياللقبة الكروية..!

ياللقبة الكروية فعلاً.. فهي أشبه بمغناطيس جاذب لأشكال مختلفة من الانتقادات و« المدائح» المدهونة بزبدة النيات التي تسوح عندما تحين ساعة الفعل والانجاز..!

fiogf49gjkf0d


أذكر أن الانتقادات الموجهة لاتحاد الكرة، لم تغب أيضاً عن رؤية وأحاديث بعض القائمين على مكتب الألعاب الجماعية سابقاً، وهي انتقادات قد تستمد مشروعيتها وأحقيتها من واقع عمل الاتحاد- في فترات عديدة- لم يرتق إلى مستوى الاحترافية التي يتحدث عنها الكثيرون ، ويفتقد اتحاد الكرة مفردات وأساليب تحويل مفهوم الاحتراف إلى واقع عمل ملموس عند الممارسة الفعلية للعمل الإداري ..! وهذا الكلام- وبأمانة مفرطة ومعروفة للجميع- ينطبق ويوصف أيضاً الكثير من عمل اتحادات أخرى تهرب إلى الظل حفاظاَ على ماء الوجه أو البقاء والاستمرار … وبعضها ينقصه الضوء أصلاً..!‏


لانعتقد أن ما قرأناه مؤخراً حول مسألة افتقاد عمل الاتحاد الكروي للاحتراف والتخطيط والتنظيم الإداري الذي نطمح إليه، على لسان رئيس مكتب الألعاب الجماعية، يشكل مفاجأة لنا ولاحتى كشفاً كان مستوراً بغطاء الوهم..!‏


وما تضمنه الكلام من كشف – أو شفافية- في الطرح يشارك بوضع الأصبع على الجرح الذي كنا في الصحافة نتحدث عنه بشكل متواتر ومستمر.. ولا يقف حديث الصحافة عند الاتحاد الحالي- الفاقد للقدرة على تطوير كرة القدم- بل يعود إلى الخلف ليطول اتحادات متعددة ومتعاقبة ، فهل يستطيع أحدكم اليوم أن يعطيني اتحاداً سابقاً كان يمتلك خططاً استراتيجية لتطوير كرة القدم في سورية، وبالتالي رؤية استراتيجية لطبيعة العمل، وبناء المنتخبات عبر تطوير القاعدة الكروية بشكل عام..؟‏


هذه مسألة تتعلق بطبيعة المؤسسة الرياضية الكروية التي تدار بعقلية اللحظة ورد الفعل ، وحسابات ضيقة لأفراد مختلفين وعابرين يظنون أنها فرصة ينبغي اغتنامها..!‏


أما اليوم فالجميع يتحدث عن الدوري الكروي والاكتفاء بإقامته.. وكذلك غياب البطولات القاعدية في ظل تبرير جاهز من قبل اتحاد الكرة والمتمثل بالظروف الحالية والفقر المادي وعدم الإمساك بالقرار الفني أو المالي و..و..‏


وكلها تبريرات تجد ما يسندها في الواقع ولكنها تعبير عن ضعف واضح في إطار العمل، أو عدم رغبة ببذل جهد أكبر وتالياً الرضى بما هو قائم ومقسوم لاتحاد الكرة وأعضائه..!‏


لكن وللانصاف أيضاً- يبقى الكلام حبراً على ورق يجف وينسى في الغالب الأعم عندما يصبح هذا الشخص أو ذاك في موقع العمل.. والمحك الأساسي هو التجربة الفعلية لممارسة العمل الإداري حيث تبدأ لائحة الاحتجاجات والتبريرات ومهاجمة المنتقدين من خبراء وصحفيين… وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك وكثيراً ما يقال الكلام ويراد به شيء آخر..!!‏


إنها القبة الكروية.. مغناطيس الأضواء ومسقط القلوب.. حتى لو كانت تلك القلوب مفعمة بالنيات الطيبة..!!‏


غســـــان شـــمه‏


gh_shamma@yahoo.com‏

المزيد..