الوقت الضائع00 استضافـة المونديال

تناولنا في وقفتنا الاسبوع الفائت استضافة المونديال في نسختيه 2018و2022 وقلنا ان انسحاب أميركا من السباق لتنظيم كأس العالم 2018 وانسحاب إنكلترا من تنظيم 2022 مدروس وبالاتفاق بين اتحادي البلدين

fiogf49gjkf0d


وقلنا إن للفيفا توازناته ولم يعط الاستضافة لدولة ما دون الأخذ بعين الاعتبار أشياء كثيرة منذ المونديال الاول قبل ثمانين عاماً.‏


حتى يحين موعد الإعلان عن استضافة البطولتين آنفتي الذكر في كانون الأول المقبل سنقف عند استضافة النسخ السابقة من المونديال.‏


عام1930 تقدمت عدة دول أوروبية للاستضافة وهي إيطاليا والسويد والمجر وإسبانيا وهولندا ومع ذلك لم يكتب لأوروبا الاستضافة التي ذهبت للأورغواي، حيث إن جول ريميه كان يبحث عن مشاركة أكثر من قارة كي تتخذ البطولة الصبغة العالمية التي ينشدها فسعى جاهداً لإعطاء الشرف للأورغواي مستنداً إلى فوزها بذهبية أولمبيادي 1924و1928 وأنها ستحتفل بمرور مئة عام على استقلالها، وعندما فعل فعلته بات لزاماً عليه إقناع الأوروبيين للسفر إلى الشطر الثاني من الكرة الأرضية فنجحت بعض مساعيه لأن البعض الآخر امتنع بحجة أن منح اورغواي السبق الاول إهانة لهم من وجهة نظرهم.‏


عام 1934 لم تكن مهمة الإسناد سهلة حيث اقتضى تفضيل إيطاليا على السويد جلسات عدة ولاشك أن أسباباً سياسية بحتة كانت وراء إهداء إيطاليا هذا الشرف، وسهل الأمر على الفيفا استضافة ألمانيا للألعاب الأولمبية 1936.‏


وعام 1938 تضامنت دول أميركا الجنوبية مع الأرجنتين التي أخدت موافقتها المبدئية وتراءى لها ان استضافتها تحصيل حاصل وأنه من حقها ولكن جنسية رئيس الفيفا آنذاك وانتساب أغلبية الأعضاء للقارة الأوروبية لعبا دوراً في إسناد المهمة لفرنسا فقاطعت الأرجنتين البطولة وواصلت أورغواي عزوفها عن المشاركة ولولا مشاركة البرازيل لتلقت البطولة ضربة شبه قاضية.‏


في النسخ الثلاث اللاحقة 1950 و1954و1958 كان الفيفا يبحث عن دول حافظت على بنيتها التحتية أو كانت بعيدة عن مسرح جريمة الحرب العالمية، فتعهد البرازيل ببناء ملعب ضخم مسوغ كاف لفوزها بالاستضافة وحيادية سويسرا والسويد وعدم خوضهما غمار الحرب العالمية الثانية مهد لهما لاستقبال الوفود بيسر وسهولة وبنظرة إلى الماضي ندرك أن هذه البطولات الثلاث أنسدت لمن يستحق دون أهداف خفية.‏


محمود قرقورا‏

المزيد..