لطالما نظر شبابنا ورياضيونا إلى البيوتات الرياضية على أنها مصنع الجمال الجسماني، حيث المعدات المتوفرة لكل عضلة على حدى والتدريب المبرمج ،
بهدف تنسيق الاجسام وتجذيبها، وبناء الجسم السليم القوي، لكن بعضها ذهب إلى أبعد
من ذلك وتناسى كلياً الهدف من وجودها…
الاتجار بأجسام شبابنا.. خط أحمر…
فصارت بالنسبة له متجراً رسمياً ومورداً سريعاً للربح من خلال الاتجار بأجسام
شبابنا من خلال استغلال رغبتهم بامتلاك جسم جميل ، فبات ما ان يدخل اللاعب
حتى يصف له صاحب هذا البيت مجموعة كبيرة من البروتينات والاحماض
والكريايتين « وما شابه» ذلك من مكملات غذائية موجودة لديه لايعرف أحد
مصدرها أو محتواها وكيفية وصولها إلى النادي ، وهذا نصف المرض، إذ أن المواد
تحمل هاوي الحديد مصاريف طائلة على مصطلحات لارقابة دوائية عليها أما المرض
الأكبر فهو المنشطات والمواد المحظورة الكفيلة بنفخ الشباب بسرعة كبيرة ما يجعل
الاقبال عليها كبيراً إضافة إلى السليكون الكفيلة بتشويه الجسم وكل ذلك وسط
فرح أصحاب هذه الافكار لأنهم حققوا غايتهم المادية.
الجولات الميدانية أثبتت وجود التجاوزات
لكل ذلك لابد من حركة مفاجئة تلزم أصحاب البيوتات الرياضية ومرتاديها بالخط
السليم والهدف الأسمى لوجودها… وبالفعل هذا ما حصل حيث بدأ رئيس مكتب
ألعاب القوة المركزي محمد ميهوب علي ورئيس اتحاد بناء الاجسام منار هيكل
ورئيس مكتب ألعاب القوة بفرع دمشق عبد المنعم عبد الصمد جولتهم الميدانية إلى
العديد من البيوتات الرياضية يطلعوا بشكل ميداني ومفاجىء على واقع البيوتات
فجاءت النتائج مبشرة بعضلات نظيفة قادمة حيث ضبطت بعض البيوتات غير
المرخصة وأخرى تتداول المنشطات والمواد المحظورة.
وعليه تم العمل على إقفالها لتكون عبرة لغيرها، فيما ستستمر الجولة الميدانية حسب
تعبير منار هيكل وبمواعيد غير محددة وستطال مجمل البيوت في مختلف المحافظات
البعيدة منها والقريبة حيث وجدها الميهوب خطوة مهمة حققت الغاية المرجوة منها
من خلال اشعار أصحاب هذه البيوتات وإداريها ومدربيها بأن الرقابة موجودة
والمحاسبة قادمة كما تشعر ممارسي اللعبة ومحبيها لاسيما من الشباب صغار السن بأن
لبناء الاجسام قواعد وأسس لايمكن الإخلال بها وبأن للأساليب الملتوية لتضخيم
الاجسام عواقب قاسية خاصة على أجسامهم وصحتهم التي نعتبرها أمانة يجب
الحفاظ عليها.
ملحم الحكيم