تحدثنا الاسبوع الفائت في هذا المكان عن الظروف الصعبة التي يمر بها سيد أندية ألمانيا بايرن ميونيخ، وبينا بعض الأسباب من وجهة نظرنا وتنبأنا بصحوة من شأنها إلحاق الهزيمة الأولى بماينز وإعادة
الأمور الى نصابها في الدوري رغم اصابة روبين وريبيري، ولكن الذي حصل أسوأ من المتوقع بكثير، إذ خسر البايرن في ملعبه لتستمر أوجاع البايرن ومعاناته وأفراح ماينز وتطلعاته.
ردود الفعل الصادرة من البيت البافاري ملأى بالدروس والعبر، فنائب رئيس النادي كارل هاينز رومينيغة أحد أساطين الكرة الألمانية والنادي البافاري قال: هناك تخاذل من اللاعبين من ناحية الضغط على الخصم وإظهار الروح المعتادة، وحذر اللاعبين من الاستكانة والإيمان بإمكانية تغيير مسار اللقب في المحطات الأخيرة كما حصل الموسم الفائت، وطالب المهاجمين بتسجيل الأهداف بالسرعة الكلية قبل أن يفوتهم القطار لأن عقارب الساعة لا تعود الى الوراء، ولم يعرج على المدرب بأي كلمة تحمله مسؤولية ما حصل رغم أنه واحد من المسؤولين ما دام هو الربان.
الدرس الأهم أن النادي البافاري في هذا الظرف الحالك مدد عقد المدرب فان غال عاما إضافيا بحيث يستمر مدربا للفريق حتى نهاية 2011/2012 لعلمه علم اليقين أن فان غال من خيرة مدربي العالم.
السبب ببساطة أن الفوز بثنائية الدوري والكأس العام الفائت والوصول لنهائي الشامبيونز لا تمحى بسهول من الذاكرة ولا يمكن بحال من الأحوال لمسؤولي النادي البافاري تجاهلها ووضعها خارج إطار التقييم عند اتخاذ أي قرار بشأن المدرب.
الأمر الآخر أن النادي البافاري من دعاة الاستقرار وعدم التغيير إلا في ظروف قاهرة وهذه سمة المنتخب عموما ، كما أن المدرب الكبير العاطل عن العمل والقادر على قيادة دفة الأمور في البايرن غير متوفر هذه الفترة .
البايرن يمر بظروف صعبة ولا بد من تدارك الموقف قبل فوات الآوان والمدرب فان غال عنده القدرات على انتشال الفريق حتى بغياب الثنائي روبين وريبيري اللذين كان لهما الفضل الأكبر في إنجازات البايرن العام الفائت.
في الختام نسأل : متى سنمتلك مثل عقلية الألمان الكروية والتعامل بعقلانية مع النتائج ومن هو النادي الذي يتحمل مدربه في ظروف مشابهة؟
محمود قرقورا