صوت الموقف..الأولمبياد الخاص .. والحياة

الألمبياد الخاص ببساطة ، وفي أحد أبرز تجلياته الإنسانية، يعني أن يقترب بالمعوقين من الحياة، وأن يقترب بالحياة منهم ، وأن يجمع بينهما في علاقة

fiogf49gjkf0d


إنسانية مفتقدة لأزمنة طويلة نتيجة النظرة الاجتماعية التي كانت سائدة..‏


نظرة عطلت روح وقدرات أولئك الافراد الذين أثبتوا أنهم يمتلكون من مفردات الحياة والعطاء والتبادل ما يمكنهم من أن يكونوا بيننا وفي عمق الصورة الحياتية التي نحياها..‏


أبرز وأجمل الصور التي نراها ونقرأ عنها، في ظل التحضير للأولمبياد الاقليمي الخاص لذوي الاعاقة، تلك التي تكشف عن فرح عارم لأسرة وجدت في أنشطة الأولمبياد فرصة لإخراج ابنها إلى حديقة الحياة وفرح الوجود مع الناس، بعد مكابدة العزلة والانطواء حيث تقول إحداهن عن ابنها « وجدنا تغييراً جذرياً في سلوكه فقد ازداد حبه لممارسة الرياضية وابتعد عن الانطوائية والعزلة، وأصبح لديه أصدقاء يمارس معهم الرياضة ويتسامر معهم، وأصبح أكثر ذكاء من السابق».‏


ومن المعروف للجميع أن الرياضة ، إضافة لأنشطة اجتماعية جماعية أخرى، تساهم فعلاً في تفتح روح الانسان وانطلاقه في إطار المجموعة التي يعيش معها ليكون جزءاً منها، ويشكل معها مجموعاً له أهميته وقيمته كما يحفظ في الوقت نفسه لذاته ما يجعله يفتخر بها ويؤكد فرادتها في آن معاً.‏


ولعل ما يضاف إلى هذا الأولمبياد ، على كثرة مافيه من شواهد انسانية حارة ، هو الدخول إلى مجال الدراسات من خلال البحوث التي ستقدم في المؤتمرات التي ستقام بهذه المناسبة، من أجل العمل على وضع أسس أكثر سعة ورحابة في هذا المجال الانساني الواسع، وإذا كان الدمج، في صورته الأولية، محاولة أولى بدأت منذ سنوات في مجتمعنا فإن الأولمبياد وقفة مطولة وعميقة الدلالة ، واسعة الإشارة على ضرورة الذهاب بعيداً ..بعيداً في هذا الاتجاه الانساني الاجتماعي…‏


لعل واحداً من مقاييس التطور والرقي الحضاري والاجتماعي في العالم اليوم هو ما تبذله تلك المجتمعات من أجل أبنائها جميعاً بوجه عام، ومن أجل أبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة على وجه الخصوص من خلال إبراز قدراتهم الكامنة.‏


غســـان شــــمه‏


gh_shamma@yahoo.com‏

المزيد..