إذا أردت أن تخلط الأوراق ويضيع الحابل بالنابل كلف أكثر من جهة في المسؤولية,وإذا أردت أن تموت أية قضية ألف
لها لجنة,وإذا أردت أن تتهرب من المسؤولية وجه الأسئلة للجهة الأعلى,فالتغيير الجديدة التي أجراها اتحاد كرة السلة مؤخرا بموضوع الاحتراف,لن تؤتي ثمارها ولن تحقق غاياتها بدليل بقاء الاحتراف عندنا في أتون التقهقر,كنا نمني النفس والأمل يحدونا بجدوى هذه التعديلات الذي كان من المفروض إعطاء هذه الدراسة حقها وشموليتها ضمن استراتيجية بعيدة المدى,تساعدنا على تطبيق الاحتراف بشكل جذاب ومثالي يوفر أرضية صلبة لرياضتنا ويسهم في وضع لبنات مستقبل رياضي متين على نحو يدرأ خطر الانتكاسات,لذلك لا بد أن نعترف بأن دراستنا الأخيرة لنظام الاحتراف كانت ناقصة وغير شمولية وأكدت بالدليل القاطع بأن قراراتنا للمستقبل ضعيفة يكتنفها الضباب,لذلك كان من المفروض أن تكون هذه الدراسة مدروسة ومبنية على أسس صلبة لا رخاوة ولا هشاشة فيها من أجل إيجاد مقومات الاحتراف الناجح التي يجب أن تتوفر لدينا ومنها:
الرعاية:
لاأحد يستطيع اليوم أن يتجاهل أهمية الدعم المادي كعنصر اساسي في تطوير الرياضة بعدما أصبحت الرياضة صناعة وهذه الصناعة تحتاج لأموال وفيرة لإنجاحها والإرتقاء بها لذلك من المهم دمج العناصر الاقتصادية والتجارية بجسم الرياضة لتصبح قوية وقادرة على تطوير نفسها من جهة ولحماية أنديتنا من مزاجية رؤوس الأموال الذين تكاثروا ضمن أروقة أنديتنا,ومن طبيعة هذه الشركات أن تدعم الرياضة وتضمن للاحتراف المثالي استمراريته.
ثقافة الاحتراف:
الاحتراف سلسلة متصلة بحلقات لا يجوز فصل الواحدة عن الاخرى,فالاحتراف بحاجة الى ثقافة,فاللاعب عندما يعيش أجواء احترافية مثالية يعتبر هذه اللعبة مهنته لذلك يدرك بأن نجاحه فيها يتطلب منه أن يعيش نظاما حياتيا خاصا بالاحتراف ويتحول من لاعب هاو الى لاعب محترف.
هيئة نقابية:
من الضروري البحث والعمل على ايجاد هيئة نقابية للاعبين المحترفين تهتم بشؤونهم وتؤمن لهم حياة كريمة,وتهتم بتعاقدهم من خلال ايجاد هامش قاعدي لهم يكفيهم ما يخفيه لهم الزمن بعد اعتزالهم الرياضية,وضرورة ايجاد الرعاية الصحية لجميع اللاعبين الذين يتعرضون لاصابات قاسية قد تنهي حياتهم الرياضية والعمل على ايجاد الأطباء المتخصصين بالطب الرياضي ليشرفوا على إصابات اللاعبين.
المدربون:
من الطبيعي أن يطبق نظام الاحتراف على المدربين الوطنيين مع ضرورة رفع سوية مستواهم التدريبي حتى يكونوا على مستوى نظام الاحتراف من خلال تأهيلهم بدورات تدريبية خارجية عالية المستوى.
الاهتمام بالقواعد:
الاهتمام الجيد بقواعد أي لعبة لا بد أن يثمر ويعطي نتائج جيدة,فالاحتراف يقتضي الاهتمام بقواعد اللعبة وإيلائها كل الرعاية وأن تبنى على اسس سليمة ومدروسة ضمن برامج علمية يشرف عليها مدربون من مستوى عال, لتكون رافدا وداعما لجميع المنتخبات الوطنية .
الحكام والتحكيم:
يجب اخضاع الحكام لنظام الاحتراف وتطبيقه عليهم اسوة بالاعبين والمدربين مع امكانية رفع مستواهم حتى يتناسب ويتماشى مع تطور اللعبة,وذلك من خلال تأهيل الحكام بدورات تحكيمية متطورة أو استقدام محاضرين دوليين لشرح أهم التعديلات الجديدة بلعبة كرة السلة.
المكافآت والحوافز
من الطبيعي بعد توفير كل هذه المقومات الاحترافية,أن يكون هناك حوافز مادية مغرية وجوائز ومكافآت للفرق الفائزة ولأفضل لاعب بالدوري,ولأقدر مدرب,وللجمهور المثالي,ولهداف الدوري,بذلك من المؤكد أن يكون للدوري نكهة خاصة ومنافسة أكبر.
استقدام لاعبين أجانب:
بعد توفر كل هذه المقومات الاحترافية لدينا وإخضاع لاعبنا الوطني لهذا النظام الاحترافي لمدة تزيد عن ثلاث سنوات,يكون من خلالها قد فهم المعنى الحقيقي للاحتراف,عندئذ فقط يحق لنا استقدام لاعبين اجانب لتدعيم صفوف أنديتنا وتطوير مستواها الفني.