الوقت الضائع….عندما لا نحترم المنطق

الأسبوع الفائت كان مخصصاً لمباريات الملحق المؤهل لكأس العالم في البرازيل صيف العام المقبل،

fiogf49gjkf0d


وأكثر ما لفت نظري الهالة الإعلامية التي أحيطت حول المنتخب الأردني قبل مباراته الأولى مع منتخب الأورغواي بطل القارة الأميركية الجنوبية، وحسبت للحظة من اللحظات أن الأشقاء سيخوضون حصة تدريبية مع قناعتي المطلقة بأن الأورغواي تفوز على الأردن بسبعة لاعبين فقط وهو الحد الأدنى المسموح به لخوض أي مباراة بكرة القدم.‏


الهالة الإعلامية والتضخيم غير المحبب جعل اللاعبين يلعبون مباراة مفتوحة فكان العقاب بخماسية نظيفة مع الرأفة لدرجة أن كل من شاهد المباراة أقر أن المنتخب اللاتيني لم يبذل أدنى مجهود لتحقيق المراد.‏


في الإياب عاد الأردنيون إلى رشدهم واقتنعوا أن البون شاسع بينهم وبين أورغواي وأيقنوا أن اللعب بتحفظ دفاعي سبيل للخروج بأقل الخسائر فكان التعادل التاريخي كبصمة أخيرة في مشوار الأشقاء خلال التصفيات.‏


البعض استبق اللقاء الأول بالقول إن أستراليا أبعدت الأورغواي من الملحق المؤهل لمونديال 2006 والأردن سبق لها الفوز على أستراليا متناسين أن الكنغر الأسترالي معظم لاعبيه محترفون في القارة الأوروبية ولا مشكلة عندهم في مقارعة أي منتخب على وجه الكرة الأرضية، وعندما نتذكر المونديال المذكور وندقق في كيفية عبور والأردن كبعد المسافة بين الأرض والسماء وبعد المسافة بين الأردن والأورغواي جغرافياً.‏


وصول الكرة الأردنية إلى هذه النقطة إنجاز لكن لو بقيت الأقدام على الأرض منذ المباراة الأولى ولعب الأشقاء على مبدأ الخروج بأقل الخسائر لكان ذلك أفضل بكثير من فتح المباراة لتكون الخسارة بالخمسة.‏


باختصار إذا عادت بنا عقارب الساعة إلى الوراء نتذكر أن منتخبنا وصل إلى هذه النقطة خلال تصفيات مونديال 1986 ومن وقتها نقف على الأطلال كروياً فهل تكون الأردن اكتفت بالصور التذكارية مع نجوم السيليستي أم إنها ستكون البداية نحو العالمية؟‏


محمود قرقورا‏

المزيد..