غياب الإمكانات وتدخل رؤوس الأموال أبرز أسباب فشلنا الاحترافي

ويبدو أن عواقب هذه الأزمة التي تعاني منها جميع أنديتنا قد ظهرت وبقوة نتائجها على مستوى سلتنا، ونفس الكلام ينطبق على الكوادر الإدارية

fiogf49gjkf0d



وحتى الأن لم تقدم أي إدارة رجل احترافي بمهمة إداري الفريق أو المنتخب، وعلينا أن نتساءل بعد هذه السنوات الطويلة من الاحتراف،  ألم نقتنع أن عمل الإداري الحالي يقوم به أي موظف بالنادي،  وإلى متى ستبقى أنديتنا تؤمن أن إداري الفريق مهمته تأمين الماء والطعام والكرات وحجوزات الملاعب والفنادق، مادام تفكير أنديتنا ينحصر في هذا الاتجاه فلا غرابة إن بقينا وراء دول العالم على الصعيد الرياضي،  لكن لهذه الفوضى الانحرافية أسباب عديدة وكثيرة ولابد أن نعيد طرحها مراراً وتكراراً عسى ولعل أن نلقى آذان صاغية واستجابة فورية.‏‏


ضعف الإمكانات‏‏


أكثر ما تعاني منه أنديتنا في عصرها الاحترافي يكمن في غياب الإمكانات المادية  والذي باتت ماركة مسجلة في رياضتنا، الأمر الذي جعل هذه الأندية تبحث عن الهبات والصدقات، ولم تستطع الاستفادة من استثماراتها الموجودة نتيجة الكثير من الأنظمة والقوانين، إَضافة لعدم وجود العقل الاستثماري القادر على إدارة هذه الاستثمارات بالشكل الأنسب والذي يوفر ميزانية تقي النادي شر الديون والهبات، هذا الواقع لم يسمح للعملية الاحترافية أن تكتمل،  فالاحتراف شمل اللاعبين والمدربين وابتعد عن باقي كوادر اللعبة فبدت الحلقة ناقصة وغابت الكوادر المحترفة القادرة على تطوير عملها بما يساهم في اكتمال باقي مفاصل اللعبة، ولم تتمكن هذه الأندية من تأهيل هذه الكوادر بالشكل الأمثل بما يوازي العملية الاحترافية بسبب ضعف الإمكانات المادية.‏‏


رؤوس الأموال‏‏


 ضعف الأندية بالأمور المادية فتح الباب أمام رؤوس أصحاب الأموال بالتدخل ووصولهم لمركز صنع القرار في غالبية أنديتنا كان بشقين، الأول ايجابي بتواجد أموالهم التي تدفع رواتب الاحتراف للاعبين ومقدمات عقودهم، والشق الثاني سلبي يكمن في  تدخلهم بأمور فنية لا تعنيهم  وهم بعيدون كل البعد عن الأمور الرياضية، وهنا بدأت عواقب تواجدهم تظهر  فراحوا يعيثون فساداً بأنديتنا دون أن يدروا ويضعون الرجل المناسب في غير مكانه المناسب،  ما أفرز نتائج فجة وحصادهم لم يكن مثمراً، وكل ذلك ساهم في خروج جيل سلوي لا يفقه ألف باء كرة السلة لأن مصدر معلوماته التدريبية لم يكن صحيحاً.‏‏


لابد‏‏


العمل من نقطة الصفر ليس مستحيلاً،  لكنه بحاجة لوضع استراتيجية واضحة المعالم وتنفيذ جيد على أرض الواقع ومتابعة ومثابرة ولابد من قطف الثمار اليانعة، ولا ضير في تأمين موارد مالية للأندية من القيادة الرياضية بما يقيها تدخل وتواجد رؤوس الأموال وتدخلاتهم، وقتها فقط نستطيع أن نسير على السكة الصحيحة نحو رياضة عصرية ومتطورة.‏‏

المزيد..