مما لا شك فيه أن الاحتراف في بلدنا دخل علينا من الشباك وليس من الباب العريض، وكان يحتاج إلى مقومات عديدة والآن تتم دراستها على أعلى
المستويات في القطر. وأهمها المال الذي هو ركيزة أي عمل أو انجاز في جميع الألعاب الرياضية، وأن التخطيط والتنظيم لا يقل شأناً من الوضع المالي، وفي أغلب الأحيان تكون استراتيجية النادي غير واضحة وغير مفهومة وغير مستقرة، وهل هي طويلة الأمد أو قصيرة الأمد أو متوسطة؟
ويجب أن تكون الاستراتيجية في بلدنا هي التحضير للدورة الأولمبية وهذا بالنسبة للمنتخبات أي على مدى أربع سنوات . ولكن في الأندية التخطيط والتنظيم والأهداف تكون قصيرة الأمد وقصيرة جداً، بل تكون
معدومة أحياناً، حيث مجالس الإدارات منتخبة، وعملياً يجب أن تبقى لسنوات طويلة، وبالتالي تملك الفرصة للعمل ، وتحتاج هذه المجالس إلى دعم مادي ومعنوي من الجميع، مع مراقبة عملها وتقييمه.. ولكن الذي يحدث أن الجميع يستعجلون حصد النتائج والمغالات في التصريحات الرنانة، وتكون الأهداف غير واضحة، فمثلاً بطل الدوري لكرة القدم له مواصفات، ويحتاج إلى إمكانيات مادية وطاقات بشرية، وتخطيط وفكر عالٍ وإعداد فني جيد، والتفاف الجميع حول هذا البطل مع تقديم كل الدعم والإيمان المطلق بعمل المدرب الوطني، والصبر واللعب على النفس الطويل والخبرة في التعامل، وهذا ما فعله الكرامة في الأعوام الماضية وحالياً الجيش بطل الدوري الجديد 2010.
وإدارات الأندية تريد حصد النتائج الإيجابية وبسرعة فائقة نظراً لضغط الجماهير من جهة، ولكلمة الأنا من جهة أخرى دون النظر إلى سياسة النادي المتبعة ونقيم العمل الفني بشكل جيد فتأتي إقالات المدربين المبهمة والتي تستند على النتائج وماأكثرها في دورينا، وهذا إن دل على شيء فيدل على عدم الاقتناع التام بعمل هذا المدرب وسياسته التي لا تناسب النادي وأهدافه إن وجدت، وعدم تكريس فكرة البناء، وهذا لضعف إدارات الأندية وضعف نفوس البعض من المدربين الذين لا تكون أهدافهم واضحة والغاية تكون التعاقد فقط وحصد المال، والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً، وإذا أردنا أن ننظر إلى المستقبل فيجب أن نقف قليلاً مع الماضي، إن هذه العلاقة غير الواضحة بين الإدارات والمدربين، والسياسات غير المستقرة في الأندية هي من أسباب تأخر الكرة السورية في ظل احتراف غير صحيح.
هذه هي أهم النقاط التي تحدثنا فيها في حوارنا مع الكابتن عبد اللطيف مقرش وعسى أن تكون مفيدة لمن أراد أن يعمل في الكرة السورية وفي مختلف مفاصلها..
مفيد سليمان