صوت الموقف..الاحـتــــراف والفـوضـــى ..!
ماذا يعني أن نصدر قانوناً ثم نجد جميع المعنيين يضربون به عرض الحائط, ويتجاوزونه جهاراً نهاراً وبكل الأشكال؟
نعم.. نحن نقصد قانون الاحتراف, وعلى وجه الدقة مسألة التعاقدات التي تستمر الأندية بها وفق النظام الذي كان معمولاً به متجاهلين كل التصريحات حول عدم صحة هذه العقود!
هل يكمن الخطأ في طريقة صياغة بعض مواد القانون الجديد الأمر الذي أدى إلى تجاهله؟ أم إن الأندية واللاعبين لم يجدوا فيه سوى إلحاق الضرر بمصالحهم ما دفعهم إلى إبرام العقود بالطريقة التي تناسبهم كما نسمع ونقرأ كل يوم؟
انظروا حولكم … ماذا ترون؟
الجميع يعمل ويستمر فيما بدأ به , والأندية انجزت معظم عقودها مع اللاعبين وفق شروط اللاعبين.. والواقع يقول إن أحداً لا يلتزم بمواد القانون الجديد, فهل تسرع المشرعون به دون دراسة كافية؟ أم أن البعض وافق نزولاً عند رغبة البعض الآخر.. فيما هناك من يلعب في الوقت الضائع.؟
الاحتراف يعني بالدرجة الأولى, توفير المال الكافي لإنجاز الأرضية الضرورية لتطبيق هذا الاحتراف, كما يعني أيضاً حرية الاختيار من الأندية واللاعبين وتالياً وضع (السعر)المناسب الذي يتم الاتفاق عليه بدلاً من اللجوء إلى (تحت الطاولة) كما يعرف الجميع.. ومثل هذا العمل عندما يكون في وضح النهار هو الذي يضمن حقوق الجميع.
وربما كان من الأجدى التروي ودراسة الظروف والبحث في سبيل توفير مختلف الشروط لبناء أرضية أكثر واقعية في التعامل مع هذه القضية الشائكة قياساً إلى القانون الجديد..
ولعلنا في هذا السياق نذكركم بأن عمر اللاعب, عمر العطاء الحقيقي لا يتعدى السنوات العشر, ربما أكثر قليلاً أو أقل قليلاً, ومن حق اللاعب أن يبحث عن الأمان لمستقبله, وهذه الأموال التي يتقاضها تشكل تلك النافدة المفتوحة على المستقبل وخاصة إن الاحتراف يعني التفرغ الكامل من أجل كرة القدم، واللاعب المحترف ينبغي أن يتدرب مرة أو مرتين يومياً لكي يحافظ على مستواه ولياقته وإمكانياته, بل تطويرها ليتمكن خلال فترة عطائه المثمر, من تحقيق شروط تحسين مستوى حياته ومعيشته هو وأسرته.. وذلك ليس ضرباً من الوهم..!
تفضلوا وقولوا لنا ماذا ستفعلون إزاء ما يجري في الساحة الكروية.. وماذا ناقشت الجمعية العمومية بهذا الشأن أم إنها اكتفت بمرور الكرام على هذه القضية الشائكة باعتبار أنها ليست من وقف وراء القانون؟!
تبقى هذه القضية هي الأخطر… وتابعوا ما يجري فهو يستحق التروي والتفكير مرة ثانية… سيما وأن الفوضى تطل برأسها!
غـســــــان شــــمـه
gh_shamma@yahoo.com