المنح الجامعية للرياضيين نعمة أم نقمة

ما زال موضوع غياب لاعبة اليرموك بفئة السيدات اليساماكاريان عن مباراتي فريقها الحاسمتين مع نادي الوحدة في مباريات المربع الذهبي من دوري السيدات الموسم المنصرم

fiogf49gjkf0d


لاسباب غير لائقة حديث الشارع السلوي السوري بشكل عام وأسرة السلة الحلبية بشكل خاص، وخاصة بأنه لم تصدر أي عقوبة مسلكية بحق اللاعبة المذكورة من قبل فرع الاتحاد الرياضي بحلب تتناسب مع واقع هذا الأمر والذي انعكس سلبا على نتائج اليرموك في المباراتين المذكورتين وابتعادهن عن المباراة النهائية والظفر باللقب بعد أن لامسنه اكثر من مرة.‏


اليسا ونادي اليرموك‏



من المعروف أن اليسا قد نشأت وترعرعت وتعلمت ألف باء كرة السلة وسطع نجمها في ملاعب نادي اليرموك الرياضي وعلى يد المدربين والمحبين والمخلصين في هذا النادي العريق سلويا وخاصة بفئة الإناث، حيث كانت اليسا أحد لآلئه المتوهجة في عقد فريق سيداته ومنتخب سورية الوطني، وساهمت مع ناديها بالفوز بلقب دوري الناشئات ووصافة لقب السيدات لاكثر من مرة، وبثالث بطولة غرب أسيا للأندية والتي أقيمت نسختها الأولى والأخيرة في حلب بضيافة ناديي الجلاء واليرموك منذ عامين.‏


منحة جامعية غير مشروطة‏


قولا ومشروطة فعلا‏


في الموسم الفائت وبعد نجاح اليسا في امتحانات الشهادة الثانوية قدمت احدى الجامعات الخاصة في سورية وعبر أحد المشرفين على الرياضة في هذه الجامعة والذي يشغل مهمة عضوية أحد مجالس إدارات الأندية الدمشقية منحة جامعية مجانية في كلية الصيدلة بهذه الجامعة، وذكر حينها بأن هذه المنحة غير مشروطة بأن تتخلى اليسا عن ناديها الأم اليرموك واللعب في النادي الدمشقي حيث أن سياسة الجامعة هي احتضان الأبطال الرياضيين المتفوقين في صفوفها واللعب مع النادي الرياضي الممثل لهذه الجامعة في النشاطات السلوية الخاصة بالجامعات سواء كان هذا النشاط محليا أو خارجيا ودون النظر الى أي أمر آخر.‏


ومع بدء دوري السيدات (هواة) الموسم المنصرم، رفع نادي اليرموك اسم لاعبته اليسا ما كاريان على لوائحه لتدافع عن ألوان ناديها كالعادة إلا أن اللاعبة المذكورة ابتعدت عن تدريبات ومباريات الفريق كون إقامتها في دمشق بسبب الدراسة مما يتعذر السفر الى محافظتها من أجل التدريب ولعب مباريات الدوري، وطلبت من إدارة ناديها ومدربها المساعدة في تأمين اعارة لها لصالح نادي الوحدة ، وجاء رفض النادي القاطع لهذا الموضوع كون اللاعبة المذكورة هي نجمة الفريق الواعدة، وأن إحراز اللقب والذي طال انتظاره منوط بتواجدها بين جدران النادي وصفوف الفريق واكدت الادارة اليرموكية تفهمها لوضع اليسا وعدم مطالبتها بالالتزام الكامل والتواجد فقط مع النادي في المراحل المتقدمة من عمر الدوري.‏


اليرموك في المربع الذهبي‏


وتأهل اليرموك بجدارة واستحقاق الى المربع الذهبي دون أن تلعب اليسا أغلب مباريات الدور الأول عبر مرحلتيه ذهابا وإيابا، وقبل المباريات المهمة في هذا الدور مع نادي الوحدة، تم الاتفاق مع اللاعبة المذكورة للعب في هاتين المباراتين المهمتين والمؤهلتين الى المباريات النهائية وتمت تسوية أوضاعها المالية ونالت كل مستحقاتها الدسمة وبشكل كامل وقبل المباراة بساعات اختفت اليسا وغابت وسط دهشة كل أبناء النادي وجدرانه وسلاته التي لا تتكلم.‏


وكانت الحجة أنها لا تستطيع اللعب بمواجهة نادي الوحدة والذي تدربت فيه كون إقامتها في مدينة دمشق، ونسيت فضل ناديها عليها عشر سنوات متتالية وما زال كشفها فيه حتى تاريخه.‏


تنظيم المنح الجامعية‏


والسؤال المهم؟ هل هذه المنح نعمة للاعبين والأندية أم نقمة عليها، وهل وجدت هذه المنح لمساعدة اللاعبين وبالتالي الأندية مما يعكس حالة من التطور الثقافي والاجتماعي والرياضي في سورية أم هي أوراق ضغط تستخدمها الأندية والمسؤولين عليها تجاه الأندية الاخرى مما يثير الاستغراب ويخلق حالة من التوتر وعدم التعاون بين هذه الأندية في ظل رياضة هادئة على صعيد دوري السيدات.‏


إن عدم التزام اللاعبة المذكورة بفريقها وناديها الأم ترك وللأسف (وهذا ما كنا نتمناه) نقطة سوداء على صفحة اليسا في ناديها، وعند مدربيها ، وزميلاتها اللاعبات وكل محبي نادي اليرموك وما أكثرهم واستكمالا لهذا الموضوع توجد حالات فيها بعض الشبه من حالة اللاعبة اليسا في رياضتنا المحلية وهي حالة لاعبة نادي الاتحاد سابقا والوحدة حاليا ريم جلبي، حيث تم تأمين منحة جامعية لها من قبل نفس الجامعة، فتركت ناديها الأم الاتحاد لصالح نادي الوحدة وهي أبرز لاعباته حاليا.‏


وهناك مساع الان ايضا لتكرار هذه التجربة مع بعض اللاعبات الواعدات ومن أندية مختلفة في القطر وبعض حصولهن على الشهادة الثانوية لضمهن الى هذه الجامعة ولعبهن في نادي الوحدة.‏


ومنا الى وزارة التعليم العالي (قسم التعليم الجامعي الخاص)‏


والاتحاد السوري لكرة السلة (ممثل الأندية والسلة السورية) لتنظيم هذا الموضوع ، ووضع الأسس الناظمة له.، والتي تضمن للاندية وللاعبين حقوقهم، بحيث لا يتم تفريغ الاندية من لاعباتها لصالح أندية اخرى وبالمقابل ايجاد صيغ تنظيمية للحفاظ على هذه المنح الجامعية وأن تكون غير مشروطة حقا وتلبي طموح ومتطلبات المجتمع السوري ومؤسساته المختلفة.‏


عبير علي‏

المزيد..