سلة النواعم: ضعف الأداء والفنيات وصعوبات تعرقل الأمنيات

مع ختام مرحلة الإياب من دوري كرة السلة للسيدات والمفاجآت التي طرأت على مستوى بعض الأندية كان لابد من وقفة نلحظ فيها الأسباب

fiogf49gjkf0d


التي أدت إلى ظهور الدوري بمستوى ضعيف أداء وفنيات ولم يرتق إلى ما كنا نصبو إليه ومنها:‏


> عدم الاهتمام بالقواعد الأمر الذي يجعل فرص ايجاد البدلاء ضعيفة وبالتالي تعرض الفريق لخسارات قاسية لا ينتهي الأمر عند هذا الحد بل أن الفريق الخصم أيضا لا يجد صعوبة بإحراز الفوز مما يؤدي إلى انخفاض مستوى اللقاء ومع تكرار ذلك نلاحظ بأنه لا يخدم تطوير اللعبة بل يؤثر سلباً على المستوى العام للدوري ويجعله باهتا بلا طعم أو لون تنافسي موسم عن الأخر.‏



> اعتماد الأندية على اللاعبات ذوات الاعمار الكبيرة ليس في صالح تقدم اللعبة لأنهن وصلن لمرحلة العقم التطويري الذي يمكنهن من إعطاء أجمل المستويات وتحقق أفضل النتائج.‏


> الحالة النفسية الجيدة للاعبات تلعب دوراً هاماً (قبل وأثناء وبعد) اللقاءات ومن خلالها يقدمن أمتع العروض إضافة إلى مواظبتهن على التمرين بجد ونشاط دون ملل أو لمجرد الحضور كذلك تنعكس على دقة الالتزام بخطط المدرب وتنفيذها بالشكل الصحيح لكن ما لاحظناه عكس ذلك (كل نادي فيه ما يكفيه من المشاكل).‏


> الأمور المادية: بعض اللاعبات قلن بأنها ثانوية وأنهن يمارسن اللعبة لحبهن وتعلقهن بها ولا مشكلة في حال تأخر الراتب أو تم الحسم منه لسبب من الأسباب في المقابل نجد بأن هناك لاعبات يعتمدن بشكل كامل على المردود الشهري الذي يتقاضهن ولهذا يتوجب على الأندية أن تلتزم بكل واجباتها المادية تجاه اللاعبات فهذا حقهن وأي خلل فيه ينعكس سلباً على أداء اللاعبة وبدل أن تشغل تفكيرها في اللعبة يذهب إلى كيفية تدبير أمورها خلال أيام الشهر القادمة.‏


كثيرة هي الأخطاء التي تحدث ضمن الأندية سواء من الإدارة أو من المدرب أو اللاعبة أو..الخ ولكن لا أحد مما ذكرناه كان جريئاً وقام بالإشارة إلى الخلل وذلك لأسباب كثيرة منها المصالح والغايات الشخصية ومنها لعدم إثارة الفتنة ومنها لتفادي فتح فجوة يصعب السيطرة عليها فيما بعد في المقابل وبعد الاستغناء عن خدماته يبدأ بفتح النار وعلى كافة الجبهات فلماذا ذاك المكر والمراوغة ألم يحن الوقت لتطبيق مبدأ النقد والنقد الذاتي فعلى سبيل الذكر علمنا بأن أحد المدربين يلعب على وتر النميمة بين صفوف الفريق الذي يقوده بعد أن استغنت عنه إدارة النادي والسبب لأنهم لم يدفعوا له مستحقاته المادية المتفق عليها وهذا مخالف للأخلاق الرياضية ولها أيضاً انعكاساتها على مستوى تطوير اللعبة.‏


مرحلة تنقلات اللاعبات وهي هامة لجميع الفرق خصوصاً وإن بعض الأندية تبدأ تحضيراتها بلاعباتها القدامى ريثما تقوم بتدعيم صفوفها بالجدد الأمر الذي يأخذ وقتاً كبيراً للوصول إلى الانسجام الكامل بين اللاعبات فمن المفروض على الأندية تجاه ذلك دراسة واقع فريقها وحسم أمرها فيما يخص التدعيم قبل فترة مناسبة لتفادي ما لا يحمده عقباه وتدعيما لكلامنا ما حصل في نادي بردى الموسم الماضي عندما نجح فريقه بلاعبات من نادي الجيش وأخفق في توفير الانسجام الكامل فيما بينهن.‏


ضعف المعسكرات الخارجية واللقاءات الودية التي من خلالها تكتسب اللاعبات الاحتكاك الجيد والخبرة المناسبة إضافة إلى أنها فرصة للتعرف على مستوى الفرق الأخرى قبل بدء الدوري خصوصاً وأن بعض الفرق تضم لاعبات صغيرات بالسن وتحتاج لما ذكرناه آنفاً.‏


تغيير المدربين لتطوير أي رياضة يجب أن يتوفر لها ثلاثة عناصر وهي المدرب الكفؤ واللاعب والمكان المناسب للتدريب وفي حال فقدان أي منها تفقد الرياضة تقدمها ولكن ما لاحظناه أن بعض الأندية في كل موسم تقوم بتديل المدرب مما يجعل الوقت أمامه غير كاف للسيطرة على مواطن الضعف التي يعاني منها الفريق وبالتالي يتعرض للانتكاسات والأصح من ذلك هو أن تعطي الأندية المدرب فرصة كافية وتقوم بتذليل كافة العوائق التي تواجهه ومن ثم تتخذ القرار الذي تراه مناسباً.‏


كثيرة هي الأمور التي تقف عائقاً أمام تطوير السلة الأنثوية وما ذكرناه آنفاً بعض منها وهي ليست وليدة اليوم وإنما منذ سنوات بعيدة ولذلك نناشد جميع المعنيين بها للانطلاق من مبدأ محاسبة الذات آخذين بعين الاعتبار كل الاخفاقات والفشل السابق والعمل على تذليل كافة الصعوبات التي تواجه السلة الناعمة ووضع الاستراتيجية المناسبة لتطويرها فأملنا مازال موجوداً في أن تكون الأيام القادمة حافلة بالقرارات التي تنقذها من غرقها وتنقلها إلى بر التطوير والازدهار.‏


صالح صالح‏

المزيد..