متابعة – مهند الحسني:تحدثنا في العد السابق عن بعض أسباب تراجع السلة السورية والتي بدت للكثير بأنها هذه المشاكل لا حلول لها بالمدى
المنظور لأسباب عديدة والتي جلها يتعلق بالشح المادي التي تعاني منه رياضتنا السورية ،فهل ما نتحدث عنه سيكون عبارة عن حلول غير أن ما سنشير إليه ليس خافياً عن أذهان أصحاب القرار في القيادة الرياضية ،والسؤال هنا لماذا هذه الأمور لم تأخذ طريقها لحيز التنفيذ طالما أن الأموال ستوفر إذا كان هناك قرار والخبرات القادرة على وضع خطط وبرامج لتطوير السلة موجودة وبكثرة إذاً أين المشكلة .
ميزانية حدث ولا حرج
إذا كان الفارس بلا جواد واللاعب بلا كرة والسباح بلا مسبح والرامي بلا بندقية وكرة السلة بلا أموال مظاهر طبيعية في رياضتنا السورية فأن الرهان على قدرات الأشخاص وإمكاناتهم الفردية للنهوض بواقع رياضتنا سيكون رهاناً خاسراً لا محالة ،فهل يعقل أن يخصص للعبة الشعبية الثانية ميزانية قدرها خمسة عشر مليون ليرة سورية ورجاء ضعوا خطين تحت كلمة خمسة عشر مليون لأنها ميزانية لا تكفي نادي من الأندية المدللة بالعاصمة لأشهر بسيطة فكيف لنا أن نطالب منتخباتنا الوطنية بنتائج مشرفة بمشاركاتها الخارجية ونحن على هذه الدرجة من الاستخفاف بما تتطلبه اللعبة، وماذا ستفعل هذه الخبرات الوطنية إذا لم يتوفر لها أبسط مقومات العمل الاحترافي من أموال كافية لتنفيذ البرامج والخطط التدريبية ،فإلى متى ستبقى المعسكرات الخارجية المجانية عرف في سلتنا الوطنية وإلى متى ستبقى منتخباتنا تعمل بعقلية ،لذلك لابد أن نعترف أننا نفتقد للنضج السلوي ولنعترف أيضاً أننا لم نتخلص من أميتنا السلوية وبأن العديد من عناصر اللعبة يفتقد لأبجدية اللعبة وخاصة في الأندية في حين نرى من يجيد هذه الأبجدية بعيداً أو مبعداً أو مبتعداً ،ولنعترف ذات الوقت بأن سلتنا غنية بالمواهب والخامات الجيدة لكن المطلوب هو كيفية يخديمها والتعاطي معها وفق منهجية علمية توضع على أرض صلبة لا هشاشة ولا رخاوة فيها وبعيدة كل البعد عن الاجتهادات الفردية والقرارات الشخصية والتي لا تزال عنواناً بارزاً لأسلوب عملنا ،ولأن الشيء بالشيء يذكر ولأن لكل نتيجة مسبباتها وأسبابها فأن مشكلة تراوح نتائج منتخبات السلة منذ سنوات طويلة تأتي انعكاساً لما يحدث في أنديتنا التي تفتقد معظمها لعوامل الاستقرار ولميزانيات مالية تكبر جون أن تشهد تراجعاً ،فالأمراض المنتشرة في أنديتنا نتيجة غياب الخطة والمخططين والتمويل ونقص الكوادر الإدارية المتخصصة المؤهلة كل ذلك وضع سلتنا في دائرة المراوحة والتراجع فبدت سلتنا أشبه بحارة( كل مين ايدو ألو).
ميزانية جديدة
لن نطالب بميزانية من مئات الملايين لأننا ندرك بأن المرحلة الحرجة التي يعيشها وطننا الحبيب لا تسمح بذلك لكننا بالمقابل لن نقبل بالميزانية المرصودة حالياً لسلتنا والبالغة خمسة عشر مليون وهي بالتأكيد لن ولم تف بالتطوير اللعبة ما يعني على ضوء هذه الميزانية لن نعد نستطيع أن نحلم بالمدرب الأجنبي القادر على تقديم شيء جديد لسلتنا وليس بالمدربين الذين لا يجدون عملاً في بلدانهم نأتي بهم ليكسبوا من رياضتنا أموالها دون أن يقدموا أي شيء جديد وهناك أمثلة كثيرة على ذلك ،عموماً إذا كانت قيادتنا الرياضية تريد في تطوير سلتنا الوطنية فلهذا الأمر شروط يجب أن توفرها وتعمل على ايجادها وإذا كانت تريد ســـلتنا أن يبقى خطها البياني في تراجع مستمر فالشرط القائم يكفي لكي تبقى سلتنا مشروع ندوات وقرارات ارتجالية نتحدث عـــن أزمتها وأمراضها دون أن نخرج بشيء مفيــد ،ســــؤال نترك الإجابة عليه للقيادة الرياضية فهل من مجيب .