متابعة – مهند الحسني:أكثر من أربع سنوات مضت وسلتنا تحاول تحقيق بصمة سلوية قارية توازي طموحنا ولن نقول عالمية لأننا بذلك نكون قد شحطنا كثيراً
بأحلامنا وتجاوزنا تخوم تطلعاتنا في رؤية منتخب وطن نعتز بنتائجه التي من شأنها أن تنعكس إيجاباً على شارعنا الرياضي ،فبعد مضي أربع سنوات ما زالت أقصى طموحاتنا تجاوز الدور الأول من بطولة أسيا ،ورغم محاولات الاتحاد الحالي في بناء المنتخبات إلا أن محاولاته ما زالت خجولة وتفتقد لمقومات العمل البناء ابتداء من عدم توفر الإمكانات المادية مروراً بسلسلة من القوانين والروتينية التي تقف عقبة أمام أي منتخب ،وانتهاء ببرامج الإعداد والاستعداد الذي لا تنفذ منها على أرض الواقع تحت حجج كثيرة واهية .
ارتجالية وأرض هشة
توسمنا خيراً في الفترة الماضية بالحماس الذي أبداه اتحاد السلة عندما قرر وضع استراتيجية لإعداد المنتخبات الوطنية وتم الاتفاق على وضع خطة لمدة ثلاث سنوات تحت إشراف المدرب الوطني عماد عثمان، وبدأت رحلة الألف ميل بهمة عالية لكن توسمنا هذا لم يدم وسرعان ما بدأت هذه الهمة تخبو شيئاً فشئياً بعدما اعترضها الكثير من المنغصات التي لم تخطر على البال ساهمت إلى حد كبير في تعكير أجواء المنتخب كان في مقدمتها الظروف التي تمر بها البلاد ، ورغم ذلك تحامل اتحاد السلة على نفسه وتجاوز عثراته واستمر بالمنتخب لكنه رفع راية الاستسلام بعد تعذر المشاركة ببطولة غرب أسيا الأخيرة لتؤكد بالدليل القاطع أن خطة الاتحاد عابها الكثير وبأنها بنيت على أرض هشة ورخوة ما لبثت أن شهدت نهاية .
على ضوء ما تقدم يتبادر للأذهان الكثير من الأسئلة إلى متى ستبقى منتخباتنا الوطنية أسيرة الظروف وأمزجة البعض ،وإلى متى ستبقى قياداتنا الرياضية على هذه الدرجة من الاستخفاف بمنتخبات السلة ،أسئلة كثيرة لم نجد إجابات شافية لها ، لذلك وجدنا أنه من الضروري اليوم أن نفتح ملفاً مهماً يخص اتحاد السلة وفيه الكثير من التساؤلات التي تدور حول طبيعة الآراء والتعامل مع المفصل الأهم المتعلق بإعداد المنتخبات الوطنية التي أصبحت في عهد هذا الاتحاد ضرباً من ضروب المستحيل .
تشريع
اذا اردنا أن نصل بكرة السلة إلى البطولات القارية أو المونديال العالمي فلهذا الأمر شروط يجب توفرها ومقومات يجب أن تتوفر لأن الحضور القوي والنتائج الايجابية والمستوى الرائع لن يتحقق بالحماس والتمني والتصفيق ،فلابد من خطوات كثيرة لتحقيق ذلك ونحن لا نطلب المستحيل لأننا نؤمن بالمقولة (إذا اردت أن تطاع فطلب المستطاع)فعند إعداد أي منتخب وطني سرعان ما نصطدم بكثير من العقبات والمنغصات التي من شأنها أن تؤرق مسيرة المنتخب وتحضيراته ،لأننا نؤكد على أن المنتخبات قضية وطنية فعلينا تذليل كل العقبات أمام مسيرة المنتخب لا أن نضعها ونتمسك بالقشور بحجة أن القوانين لا تسمح أو لا يمكننا أن نتجاوز هذه القصص، وابسط ما يمكن أن نضعه خلف ظهورنا في هذه الموضوع هو عقود مدربي المنتخبات فما زالت قوانين المكتب التنفيذي في تعامله مع مدربينا الوطنين تذكرنا( بالسفر برلك ) ولن نستفيض هنا في المقارنات لإيماننا بأنها تكشف المفارقات التي قد تؤلمنا كثيراً على ضوء ما يقدم لمدربينا الوطنية قياساً مع الإمكانات التي يقدموها لمنتخباتنا الوطنية.
الامكانات المادية
عند إعداد أي منتخب مونديالي لابد من أن نغدق عليه الكثير من الإمكانات المادية تماشياً على ما يقدم في الدول المجاورة ،فالإضافة إلى تنظيم عقود المدربين الوطنيين بالطريقة التي تضمن حقوقهم يجب توفر الإمكانات المادية الوفيرة والتي تمكننا من تنفيذ ما تم تخطيطه لتحضيرات المنتخب من معسكرات خارجية ومباريات احتكاكية بعيداً عن المعسكرات المجانية الني باتت ماركة مسجلة في عرفنا الرياضي ،لذلك دعونا نعترف أن الحماس والتصفيق لا يصنعان منتخباً لأن الرياضة أصبحت صناعة وهي تتطلب توفر كل مقومات العمل فإذا أردنا إعداد منتخباً يقارع كبار القادة فعلينا رسم استراتيجية واضحة المعالم ،وإذا كنا ننتظر الهبات والعلاقات الشخصية لإقامة معسكراتنا فمتى سنصبح مبادرين في هذا الشأن وننتقي ما يناسبنا من معسكرات ومباريات تتلاءم مع مسيرة الإعداد.
الخبرات الوطنية
علينا أن نولي كوادرنا الوطنية كل الاهتمام والرعاية واعتبارها مفتاحاً للنجاح بعد أن أثبت الكثير من مدربينا الوطنيين علو كعبهم وحققوا نتائج ملفتة لسلتنا الوطنية ،فمن المعيب ونحن في زمن الغلاء أن نطالب أي مدرب وطني بقيادة منتخب ولا نستطيع أن نقدم له أبسط الإمكانات المادية ولعل حادثة المدرب جورج زيدان أكبر دليل على الروتين الممل والقوانين المهترئة التي ما زال المكتب التنفيذي يتعامل بها رغم مرور عقود كثيرة عليها دون أي تعديل جديد يضمن حقوق جميع أطراف المعادلة ،ما يقدم لمدربينا الوطنين من رواتب وعقود لا يمكن أن يوازي حجم الخبرات التي يقدموها لمنتخباتنا ومع ذلك ما زالت القيادة الرياضية غير مكترثة بهموم وشجون هؤلاء المدربين .
لابد
كل ما هو مطلوب من اتحاد اللعبة عدم الاستسلام للظروف وفتح صفحة جديدة واعتبار منتخب الناشئين تحت 16سنة الذي يتحضر للنهائيات بالوقت الحالي اللبنة الأولى لمنتخب عصري ومتطور ،و البدء بإعداد المنتخبات ورسم استراتيجية جديدة أو الحفاظ على ما تم الاتفاق عليه سابقاً وأن تكون استراتيجيته ذات أهداف واضحة وضمان استمراريتها بعيداً عن الروتين والبيروقراطية عسى ولعل نستطيع أن نصنع منتخباً قارياً ومونديالياً يعيد البسمة لعشاق السلة السورية بعد غربة دهر عن منصات التتويج ،فهل باستطاعة الاتحاد بناء هذا المنتخب أم ستبقى منتخباتنا أسيرة لمشاريع وندوات وكلام معسول دون أن نحقق شيء جديد.