صوت الموقف

تطوّر نوعي في العمل المؤسساتي ذلك الذي شهدته بأم عيني من السيد فاروق بديوي أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي

fiogf49gjkf0d


في محافظة اللاذقية ورئيس اللجنة الأمنيّة فيها، ومن رآه يلتف بمعطفه مبعداً عن نفسه برد كانون في ساعة متأخرة من الليل مستفسراً عن آخر مستجدات ما توصلت إليه الأجهزة الأمنيّة في بحثها عن المتورطين بقضيّة السماسرة، يصبح على يقين بأن بلدنا ما زال بألف خير، فهناك عيون تسهر على أمنه وعلى راحة الآمنين من أهله.‏


خطورة السماسرة لا تكمن في علاقتهم بشبكة عالمية (مافيا) هدفها الاستفادة ما أمكن من الرياضة العالمية، ومنها كرة القدم المحلية التي يوجد فيها أخطاء كثيرة بتطبيق الاحتراف القادم إلينا ناقصاً، ونمو في رأس المال التجاري الذي يحاول إقحام نفسه ليكون شريكاً نفعياً في هذه التطبيقات، وإنما تكمن الخطورة في إزاحة كل العثرات برأيهم عن الطريق، وإن اقتصى الأمر التصفية الجسدية لأشخاص تعتبرهم تلك الشبكة عائقاً لها أو مقوضاً لأحلامها الكبيرة التي تهدف إلى السيطرة على سوق الرياضة الذي لا تكاد تنتهي احتياجاته الماديّة، ولا حدود لفسادها في السيطرة على ثعالبه الصغار الذين يسرقون أحلامنا في رياضة محلية نظيفة ونزيهة.‏


لست متفقاً في الرأي مع القائلين: إن الدعم المادي الرسمي الذي يأتي الأندية وغيرها من المؤسسات الرياضيّة كالمراكز التدريبية (إن تم تفعيلها) سيكون مقوّضاً لأهداف كل من يفكر في التسلل إلى رياضتنا، حتى إن كان ذلك الدعم من السادة المحافظين أو من مؤسسات عامة ذات طابع اقتصادي، فالمسألة لا تخرج عن كونها دعماً لا يستند إلى نصوص واضحة أو إلى بنود قانونية لدعم الشريحة الأهم في بلدنا وهي (الشباب) الأَولَى بالرعاية والاهتمام، والدعم الذي نراه في محافظات شتّى هو إحساس بنبض الشارع الرياضي وتلبية احتياجاته دون الاعتماد على تشريع واضح، وهو ما يفسّر إقدام هذا المحافظ أو إحجام ذاك عن مسألة دعم الأندية في المحافظات، واعتبارها من البعض الآخر موضوعاً هامشياً يجب عدم التطرّق إليه.‏


رياضتنا لم تعد بحاجة إلى عطف الرسميّين أو إحسان أصحاب رؤوس الأموال، واستجداء عطفهم لدعم هذا النادي ودفع رواتب الرياضيين في ذاك، وإنما هي بحاجة إلى تشريع واضح يحدّد للمؤسسات الرياضية طابعها العام، ومصادر دخلها الواضحة أيضاً، حتى إن كان بعضها تبرعاً من فعاليات اقتصادية مختلفة (لا أهداف شخصيّة لها)، وأعتقد أن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام سيكون كسابقه عاجزاً عن إيجاد مخرج حقيقي لمشكلات رياضتنا المحلية التي تزداد تعقيداً، ولن يكون بمقدوره كما في فترة سابقة من عمر رياضتنا إقصاء رؤساء أندية بعينهم وإن عاثوا في الأندية فساداً.‏


رياضتنا أصبحت بحاجة إلى هيكلية جديدة، وموازنة مالية محددة وأشخاص حريصين على سمعتها، وإلى استراتيجيات طويلة الأمد يعمل وفقها السابقون واللاحقون ومتابعة أعمال الجميع، ومحاسبتهم إن اقتضى الأمر.‏


إسـماعيـل عبـد الحـي‏


esmaeel67@ live.com‏

المزيد..