محطة فيتنام مصيرية وحاسمة والمحترفون قد يقولون كلمتهم….
يذهب دوري ويأتي آخر ويبقى المنتخب الوطني هو الشغل الشاغل على الدوام..
نختلف في الدوري تتقاطع أهواؤنا فيه ولا يعيدنا إلى رشدنا إلا القلق على المنتخب أو الفرح به…
منتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم على عتبة الجولة الثالثة من تصفيات كأس آسيا /2011/ المقررة في الدوحة ونحن من المنتخبات التي يلاحقها حسد الآخرين لأننا حققنا في الجولتين السابقتين العلامة الكاملة /10 من 10/ بعد الفوز على الصين ولبنان ومع هذا فإن الأمور لا تبدو على ما يرام من وجهة نظر الكثيرين الذين إذا جئناهم بالحديث عن النتائج قالوا أين المستوى واذا تطرقنا الى المستوى, استخفوا بالنتائج واذا اقترن الاداء بالنتيجة قالوا:بيضة ديك!
من وجهة نظري, الامور جيدة من معظم النواحي, هي ليست ممتازة لكنها جيدة فعلا..
اولا: طريق العودة الى النهائيات الاسيوية التي غبنا عنها منذ عام 1996 شبه سالكة بسهولة وهذا بحد ذاته انجاز, وان تحدث البعض عن سهولة مجموعتنا فإننا نقول له: استعدادنا للتصفيات الاسيوية لا يعادل استعداد فريق لدوري الدرجة الثانية والحمد لله اننا نعرف كيف نفوز.
ثانيا: المنتخب بلا مشاكل داخلية, وهذه حالة جيدة فلا خلاف على شارة الكابتن ولا خلاف أو استياء من الجلوس على مقاعد الاحتياط ولا اتهامات خفية متبادلة في الجسد الواحد وكل الامور تشير الى ان المجموعة فريق عمل واحد.
ثالثا: بدأنا شيئا فشيئا نتابع من حيث نتوقف كل مرة ولا نضطر للعودة الى نقطة الصفر, وبدأنا نحترم عمل غيرنا وامتلكنا الجرأة للعب مباراة دولية معتمدين على تدريبات الاندية..
مدرب المنتخب زادت ثقته بالعملية التدريبية في الاندية, والاندية امتلكت هذه الثقة بتدريبات المنتخب وبالتالي لم تعد هناك شكوى من كثافة المباريات ولم يعد هناك احتجاج من قبل مدرب المنتخب من ان اللاعب في النادي ينسى ما تعلمه في المنتخب, ولم تعد الاندية تقول ان اللاعب يرهق ويصاب في المنتخب واعتقد ان تصحيح هذه العلاقة من ابرز الايجابيات الحالية…
رابعا: ان يكون للمنتخب الوطني كل هذا الحضور مدحا او نقدا, مؤازرة ام مقاطعة فهذا يعني اننا قطعنا شوطا مهما بعد مرحلة يائسة لم نكن نسأل بها عن موعد مباريات المنتخب أو عن نتائجه..
خامسا: كان البعض يسأل بعد مباراة المنتخب: بكم هدف خسرنا تسليما من جمهور بضعف منتخباتنا اما الان فلم يعد يرضينا اي فوز حيث بقي فوزنا على الصين في حلب (3-2) موضع انتقاد لاذع فترة طويلة وهذا يشير الى ايجابية اخرى فرضت حضورنا مع هذا المنتخب.
سادسا: لماذا الالحاح في هذه الفترة على دعوة المحترفين في اوروبا للمنتخب؟ قبل الاجابة على هذا السؤال اقول اني من اكثر المتحمسين للاستفادة من اي لاعب سوري موجود في اي مكان في العالم, لكن مسألة دعوة المحترفين تحوله الى اداة لمحاربة المدرب الوطني فجر ابراهيم وفي اتجاهين مختلفين, الاول اذا نجح بضمهم الى المنتخب فسيخرج هو من مولد الانجاز الاسيوي بلا حمص ويصبح هذا الانجاز من صناعة لاعب او لاعبين قدما من اوروبا ومن صناعة من طالب بهؤلاء المحترفين وان لم ينجح بذلك اعتبروه هو من لا يريد ذلك وبالتالي يحملونه المسؤولية بل وحملوه اياها رغم نجاحه حتى الان مع المنتخب.
سابعا: عندما يجبر منتخب وطني على اللعب مع فريق شركة محلية او مع منتخب ناشئين او في دورة دولية ضعيفة فهل المسؤولية مسؤولية المدرب وحده؟
اذهبوا الى من كان في اتحاد الكرة وارجموهم وسأذهب وارجم معكم فهم من كبلوا المنتخب بشروط جزائية وهم من اهانوا المنتخب بمثل هذه المباريات.
ثامنا: من لا يأكل بيده لا يشبع.. هذه الحقيقة يجب ان نتعامل معها بجدية اكبر ولن يستقيم مسار منتخبنا ما لم ندفع من جيبنا لتحضيره وتأمين مباريات احتكاكية قوية له…
تاسعا: الاحكام المسبقة مرفوضة في اي مجال ولمن يقول: ان جميع المباريات التي فاز بها المنتخب كانت على فرق سهلة وانه سيخسر مع جميع الفرق الاخرى نقول: انتظروا شاهدوا ثم احكموا..
عاشرا: وهو الاهم, المنتخب لنا جميعا فمن يستطيع ان يدعم مسيرته فليفعل, ومن لا يستطيع فعليه الا يعرقل الانطلاقة…
منتخبنا في فيتنام سيتذكر مواقف صعبة مرت عليه وسيتأثر بها بسبب الغيابات لأسباب مختلفة لكن ثمة ايجابيات تخص محترفين ستقول كلمتها وفي مقدمتها الجاهزية الكبيرة لفراس الخطيب وجهاد الحسين واحتمال مشاركة لؤي شنكو الذي أكد التحاقه بالمنتخب في العاشر من الشهر الجاري وبالتوفيق لمنتخبنا في هذه المحطة الحاسمة.
غـــانــــــم مـحـمــــــد