الوقت المستقطع…. مرحـــى للكرامـــة

يوم الثلاثاء الماضي حزنت جماهير الكرة السورية عموماً والكرماوية على وجه الخصوص جراء ضياع لقب آسيوي لاح في الأفق،

fiogf49gjkf0d


ورغم مشاعر الحزن التي خيمت على الشارع الرياضي السوري المتعطش للقب يحفظ ماء وجه كرتنا الغارقة في الهموم المحلية والمشكلات الإدارية والانتخابية إلا أننا يجب أن نبارك للكرامة الوصافة الآسيوية فمتى كان المركز الثاني لا يرضي غرورنا؟‏


من حقنا الطموح والأمل لكن علينا الاقتناع بأن المعادلة لم تكن متكافئة فعاملا الأرض والجمهور شرطان لا يمكن تجاهلهما والكرامة خسر بغمضة عين بعد ثباته لمدة خمس وتسعين دقيقة وهذا دليل كافٍ على أن المباراة لو أقيمت بأرض محايدة أوفي مدينة ابن الوليد لكان النصر حليف النسر الأزرق الذي لم يبخل لاعبوه ومدربوه وجمهوره والقائمون عليه بقطرة عرق في سبيل التتويج الآسيوي الذي تأجل من جديد.‏


قبل ثلاث سنوات سار الكرامة برحلة تصاعدية وكبر أملنا مباراة بعد أخرى حتى ظننا أن الكأس صارت في خزائننا فتعرضنا لهدف لا يمكن تعويضه ومساء الثلاثاء عشنا المشهد ذاته.‏


إشراقاتنا الكروية محدودة فعندما توج شبابنا أبطالا للقارة الصفراء قبل خمسة عشر عاما لم نكن نتوقع ذلك والآن لا قدرة لنا على الصمود في وجه المنتخبات الآسيوية وتجربتنا في الدمام قبل عام مازالت ذكراها السيئة تقض مضاجعنا.‏


منتخبنا الأول كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنهائيات كأس العالم في المكسيك قبل ربع قرن وفي كل المحاولات اللاحقة كنا نتحسر على تلك المحاولة الاستثنائية.‏


منتخبنا الأول حل ثاني العرب في عمان قبل واحد وعشرين عاماً في ظل مشاركة كبرى المنتخبات العربية وفي المحاولات اللاحقة لم نحقق أفضل من الوصافة رغم استضافتنا عرس العرب 1992 ورغم هشاشة المنتخبات المشاركة 1997 ومسيرة منتخبنا المونديالية والعربية في الثمانينيات كانت موضع فخر في زوايا الراحل عدنان بوظو الذي كان يدرك حجم الانجاز ويواسي اللاعبين ويهدىء الشارع الرياضي بكلمات تختصر الحالة التي يكابدها أصحاب الشأن.‏


وفي هذا الصدد يجب ألا نبالغ في نقدنا للحارس بلحوس إثر خطئه الجسيم فيجب أن نتذكر دوره في وصول الكرامة للنهائي.‏


والآن ما علينا إلا المباركة لنادينا الكرامة وصافته الآسيوية على أمل أن تكون المحاولات القادمة حاملة البشرى فالسيادة المحلية لابد أن تشفع بلقب خارجي لكن ما كل من شاء المعالي ينالها.‏


محمود قرقورا‏

المزيد..