قبيل سفره الى سنغافورة قال الدكتور فيصل البصري مازحا: لم يبق على لجنة التحقيق العليا سوى ان تغلظ الأيمان على الشهود الخاصين بالفساد الكروي
، و استغرب كيف لم تعاقب لجنة التحقيق في اتحاد الكرة كلاً من الراشي و المرتشي بالسوية نفسها.
كلام الدكتور البصري وهو السلطة الأعلى في المؤسسة الرياضية له مدلولاته ، وهو يشير بشكل غير مباشر إلى أن النتائج سوف تكون سلبية تجاه أشخاص اشترك الكثيرون منهم في عمليات البيع و الشراء ، « وتظبيط» المباريات بما يضمن بقاء عدد من الأندية في دوري المحترفين دون النظر إلى اخلاقيات الرياضة و أدبياتها التي يفترض أن تكون واحدة من سمات جميع الرياضيين دون استثناء.
الدكتور أحمد جبان الذي سافر الى كندا مع بعثة منتخب الرجال ، ليطلع عن كثب عن تحضيرات المنتخب الاول ، وليتأكد بنفسه في ذلك المعسكر ان لاعبينا سوف يخوضون استحقاقاتهم القادمة، دون اية خسارة تناسى أن منتخبنا الاولمبي الذي خاض استحقاقه في دورة البحر المتوسط ببيسكارا الإيطالية في الفترة نفسها كان أولى بالرعاية و بالمرافقة ، ومع الاولمبي كان يمكن خفض النفقات المادية الى النصف ، إلا إذا كان الغرض من السفر هو إبعاد ملف الفساد الكروي عن اللجنة العليا ، و الاستحواذ بالقرار ، وإضافة مدته لفترة زمنية يصبح فيها من الصعب على اللجنة الجديدة اتخاذ قرارات معاكسة .
يرى البعض ان الحل السحري الذي سوف تتخذه اللجنة الجديدة يكمن في رفع العقوبات عن ناديي جبلة و النواعير كونهما مؤسستين هامتين و الاكتفاء بعقوبة أشخاص بعينهم بمن فيهم رؤساء أندية وأعضاء اتحاد كرة متورطون بالفساد ، وأشخاص لهم علاقة بسماسرة المباريات ، او حكام أثرت قراراتهم على مسيرة دوري المحترفين بشكل عام.
إن العمل المؤسساتي يقضي أن تكون قرارات لجنة التحقيق الاولى و محاضر التحقيق ومسوداتها جميعا مودعة لدى أمانة السر في اتحاد الكرة ، لا أن تذهب الى بيت أحدهم (أيا كانت صفته)، وتنتظر اللجنة الثانية عودته من السفر للاستعانة بأوراقه ، والاطلاع عليها ونحن لا نعول الكثير على قرارات اللجنة الجديدة ، الا اذا حملت جديدا يخص اتحاد الكرة واعضاءه مجتمعين ورؤساء الأندية وأعضاء إداراتها المتورطين .
إسـماعيـل عبـد الحـي
esmaeel67@ live.com