صوت الموقف….أن تقرأ خصمك..!
القدرة على قراءة المباراة والخصم بشكل جيد ومتمكن من أبرز مايميز المدربين الحقيقيين لكشف إمكاناتهم في شوط المباراة الثاني..
وهذه قضية مهمة كثيراً ماعانى منها المدربون في العالم، وبطبيعة الحال مدربو الكرة في بلادنا، بغض النظر عن الفوارق الكبيرة، لكن ثمة من يستطيع فعلاً أن يقلب المعادلة ويغير مسار المباراة..!
حقيقة مادفعني للخوض في هذا الموضوع المعروف عموماً، هو ماحدث في مباراة برشلونة وميلان في دوري أبطال أوروبا بالدرجة الأولى، فالحدث الكبير شهد فكراً إيطاليا أصيلاً حيث أطبق على منطقته وأغلق الطرق في وجه النجوم الكاتالونيين الذين بدوا عاجزين عن إيجاد حل في مواجهة « الكماشة الإيطالية» فاستنفزهم في الشوط الأول مع مرتدات لم تكن كافية..
في الثاني وبشيء من الحظ، زاد الحصار على لاعبي برشلونة فتاه نجمهم الكبير ميسي ومعه بقية النجوم فيما سرق أفارقة الميلان كل الأضواء مع رفاقهم عبر مرتدات سريعة وهدفين هما الأغلى لميلان الذي قدم أفضل مبارياته هذا الموسم على حساب البرشا السوبر باسمه ونجومه والمتواضع جداً في هذا اللقاء.
وكان جلياً دور مدرب الفريق الإيطالي اليغري في نقل المباراة إلى مايحب ويشتهي، أمام عجز « رورا» مدرب البرشا الحاضر وهو أساساً مساعد مدرب، وكذلك أمام مابدا حقيقة شبه استسلام من لاعبي البرشا..
وصراع المدربين العمالقة هذا شهدنا مثله بين مورينيو الملكي وفيرغسون « مان يونايتد» حيث سرق الثاني نقطة غير مستحقة من أرض الملكي الذي أضاع فرصاً بالجملة فوتها عليه انضباط لاعبي مان الشديد وتركيزهم العالي وفق التكتيك الذي اتبعه المدرب.. كما لا ننسى الحظ والابداع الذي بدا فيهما الحارس دي خيا.. فكانت المباراة حامية ومثيرة جداً داخل الملعب وعلى الخطوط بين المدربين..!
وفي دوري الأبطال من جهة أخرى لابد من الإشارة إلى بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان اللذين سيكون لهما حضور كبير في هذه البطولة قياساً لما يقدمانه.
واستمراراً للحديث عن المدربين نظن أن الامتحان الكبير ينتظر المدرب الشهير غوارديولا الذي سيستلم مهامه في نهاية الموسم مع بايرن ميونيخ حيث هناك اختلاف كبير بين أساليب اللعب في البرشا وما تعود عليه/بيب/ وبين أساليب اللعب مع البايرن الذي يمتلك مجموعة قوية ومنسجمة وهذه قد تكون أحد أسباب رهان غوارديولا واختبار امكاناته مع فريق وأسلوب لعب آخر…وللنجاح أسباب كثيرة في هذا المجال يعد المدرب واحداً من أبرزها فهل اختار غوارديولا البايرن ليتابع معه مسيرة نجاحه هو في مكان مختلف؟ أم إنه يدرك جيداً أن بين يديه فريقاً كبيراً يستطيع معه تقديم أساليب مختلطة للنجاح؟
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com