إن الدراسات التي تبين أهمية الرياضة المنتظمة للحماية من مرض تصلب شرايين القلب والوقاية من ذلك ومن الأزمات القلبية كثيرة لكن هذه الرياضة قد تكون سلاحاً ذا حدين
لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضيق في شرايين القلب والاستعداد للإصابة بالذبحة الصدرية وذلك أن الرياضة تعمل على سرعة دقات القلب وازدياد شدة انقباضه وارتفاع الضغط الشرياني مما يزيد حاجة القلب إلى الأوكسجين الذي يحمله الدم إلى القلب وحين تكون شرايين القلب سليمة فإنها تستطيع بسهولة ودون مشكلة تلبية حاجة القلب المتزايدة من الأوكسجين والدم لكن المشكلة تتواجد بشكل حاد أحياناً عندما تكون هذه الشرايين مريضة ضيقة متصلبة ذات قدرة محدودة على توصيل الدم إلى القلب عاجزة عن تلبية حاجته المتزايدة من هذا الغذاء الحيوي عندها يعاني القلب من أعراض نقص التروية التي تظهر باضطراب نظام دقاته أو بالذبحة الصدرية التي قد تؤدي إلى الموت الفجائي.
ولقد بينت إحدى الاحصائيات أن معدل الموت الفجائي بين ممارسي رياضة الجري كان في حدود شخص واحد تقريباً لكن ثمانية آلاف شخص سنوياً وأن هذا المعدل الذي يتجاوز سبعة أضعاف معدل الموت في الحياة العادية يكشف خطر الرياضة العنيفة على المصابين بتصلب شديد في شرايين القلب ويدعو هؤلاء إلى لزوم الحذر أثناء مزاولتهم لهذا النوع من الرياضة.
يضاف إلى هذه الحقيقة حقيقة أخرى لاتقل عن سابقتها أهمية وهي أن خطر الاصابة بأزمة القلب أو الموت الفجائي لايقتصر على الأشخاص المشار إليهم آنفاً وإنما يتعداهم إلى الرياضيين الأصحاء كاملي اللياقة الذين مازالوا في عنفوان الشباب وقد تبين من الاستقصاء التشريحي لوفيات عديدة بينهم أن أغلبها قد نجم عن آفات عضوية في القلب لم يكشف عنها مسبقاً ومن هذه الآفات اعتلال القلب الضخامي مثلاً أو شذوذات خلقية في شرايين القلب أو ضيق في إحدى صماماته أو تمزق شريان الأبهر بسبب الأمراض الوراثية كمرض مارفان على سبيل المثال ومن المؤسف أنه من الصعوبة بمكان التوصل إلى تشخيص بعض هذ الأمراض قبل حدوث الوفاة.