بعد تخفيض راتبه الشهري ..مـــدرب ناشـــئي الســـلـة  يـبـتــعـــد عــــن المـنـتـخــــب

متابعة – مهند الحسني:إذا كان الفارس بلا جواد واللاعب بلا كرة والسباح بلا مسبح والرامي بلا بندقية والمدرب بلا راتب جيد مظاهر طبيعية

fiogf49gjkf0d



في رياضتنا السورية فان الرهان على قدرات الأشخاص وإمكاناتهم الفردية للنهوض بواقع رياضتنا سيكون رهاناً خاسراً لا محالة ،وإذا كان الشح المادي هو المشكلة المزمنة لرياضتنا فأان معادلة التوازن بما يتوافق مع واقعنا المالي هي خطوة أولى نحو الخروج من هذه المشكلة إلا أننا نلمس عكس ذلك تماماً ففي جهة نرى فيها التقطير والشح وفي جهة أخرى نرى البزج والإسراف  ،ولو توقفت الأمور عند ذلك لما اعتبرنا الأمر مبالغاً فيه ولو كانت الملايين  تصرف في مكانها الصحيح لما تفوهنا بحرف واحد ولو كانت تعليمات المكتب التنفيذي بترشيد وتخفيض وتقليص رواتب مدربي المنتخبات الوطنية منطقية لما انتقدناها ولكن كيف سنقتنع بأن تخفيض راتب مدرب منتخب وطني هو الحل في الحفاظ على أموال المنظمة ونحن نرى مئات الألوف تصرف في غير مكانها ولن نذهب إلى جانب سوء النية بل سنقتصر على سوء التصرف .‏


تفاصيل‏


القصة وما فيها أن مدرب منتخب الناشئين جورج زيدان والذي يعمل بتحضير المنتخب لبطولة غرب أسيا طلب من اتحاد السلة أن يخصص له راتب شهري أسوة بغيره من المدربين الوطنيين  وقد استجاب الاتحاد لطلب الزيدان كون ما يطلبه يعد من بديهيات ولا يحتاج لمعادلات فيزيائية ولحلول من كوكب أخروكأنه يطلب إخراج الزير من البير ، وقد تم رفع الطلب للمكتب التنفيذي لأخذ الموافقة ورجاء ضعوا خطين تحت كلمة موافقة كون الاتحاد يتعامل بنظام الاحتراف منذ سنوات طويلة ولا يحق له البت براتب مدرب فأي احتراف واستقلالية مالية هذه التي يتحدثون عنها  ،لكن الطلب خضع لعملية قسرية  ومناقشات وموافقات وتم تخفيض الراتب  من ثلاثين الف إلى عشرين ألف ليرة تحت ذريعة أن الزيدان لا يشرف حالياً على تحضير المنتخب بل على تجمع العاصمة فقط وبأن وبأن وبأن إلى ما شاء الله وكأن الزيدان يدرب منتخب لأول مرة ولم يحقق للسلة السورية انجازات يعجز أي مدرب وطني أن يحققها بعدما نال بطولة كأس العرب بالمغرب وبطولة المدرسية بالأردن وختم انجازاته في العام نفسه  بالتأهل للمونديال العالمي في نيوزيلندا حتى يعامل بهذه الدرجة من  الاستخفاف وكأنه مدرب مغمور ،أليس من الواجب أن يولي المكتب التنفيذي مدربينا الوطنيين كل الاهتمام والرعاية كونهم يبذلون جهود كثيرة مقابل شيء لا يذكر من الأموال ولا يمكن أن يقاس بما  ينفقه أي مسؤول رياضي في أي مهمة خارجية ، هذا القرار جعل الزيدان يبتعد ويغيب عن تدريبات المنتخب لفترتي متتاليتين  الأسبوع الفائت وهذا ما انعكس سلباً على تحضيرات المنتخب الذي يتحضر للمشاركة في بطولة قارية  بعد أشهر قليلة  ، اتحاد السلة من جهته يسعى لرأب الصدع بين الطرفين في محاولة لثني الزيدان عن قراره بالابتعاد عن المنتخب وحتى كتابة هذه السطور لم تكن هناك أي نتيجة تذكر  .‏


جعجعة بلا طحين‏


تصرف الزيدان في محله كونه من المدربين الذين أعطوا السلة السورية الكثير دون أن يأخذوا منها  ،فهل يوجد دولة في العالم من جزر المالديف إلى أكثر الدول تقدماً تصرف لمدرب منتخب وطني بغض النظر عن ما يقوم به من أعمال راتب لا يتجاوز المئتي دولار شهرياً ،وهل هذا هو الطحين الموعود للحصول على خبز رياضتنا ،إنها الصدمة الأولى ونرجو أن تكون الأخيرة وأن يعيد المكتب التنفيذي النظر في وضع المدرب الزيدان حتى نصدق بأن رياضتنا حددت وجهتها الصحيحة أخيراً وتسير تحضيرات منتخب الوطن بخير وسلامة دون منغصات  ،وذلك أفضل من صرف أموال لموظفين وموظفات يرافقون منتخباتنا الوطنية دون أي فائدة تذكر للسياحة والاستجمام  ،لسنا من هواة جلد الذات في زمن يجلد فيه مدربينا الوطنيين علناً ، واللبيب من الإشارة يفهم .‏

المزيد..