عندما نتحدث عن قضية ما, لابد أن تكون هناك كلمة وفي الكلمة ينتفي التذبذب, لأنه أي الكلمة, إما أن تكون مع الحق فتنصره وتنتصر به, وإما أن تكون مع
الباطل فتخسر نفسها واحترامها, لذلك أرجو أن لا يقول البعض بأن الحديث عن المنتخب بشجونه ومنغصاته بات من المحرمات, وكأننا نتحدث عن تحفة نادرة لا يجوز خدشها ولا الاقتراب منها, لذلك نرجو عدم المزايدة من قبل البعض, لأننا بالنهاية أبناء هذا الوطن والمنتخب منا وفينا, سلتنا ستقف أمام مفرق طرق, فأما أن تفوز على هونغ كونغ وتتأهل إلى البطولة الآسيوية, وإما أن تعود أدراجها جارة وراءها ذيول الخيبة, وهذا ما لا نتمناه أبداً.
تصريحات:
لم تحمل تصريحات مدرب منتخبنا باسل الحموي الكثير من التفاؤل حول إمكانية تأهلنا للبطولة الآسيوية من عدمه, حين قال: لا تحلموا كثيراً, الأمر الذي جعل الضباب يكتنف حلمنا وازدادت مساحة قلقنا على ضوء هذه التصريحات, وكأننا سنلعب في التصفيات التمهيدية مع أبطال آسيا وأوروبا, فلماذا هذا الخوف وهذا القلق.
لماذا العقوبة:
طالما أننا نتحدث عن منتخب, حيث كان من المفروض طي أي عقوبة بحق كل لاعب يستطيع أن يقدم شيئا للمنتخب بمساعدة زملائه, ولا أظن بأن اللاعب حكمت حداد بمستواه الفني والمهاري المعروفين لدى الجميع لا يستحق طي عقوبة حرمانه ليلتحق مع المنتخب في هذه الاستحقاقات القادمة, هذا من جهة, بالنسبة لتأخر لاعب الجيش حكم عبد الله كان من المفروض توجيه تنبيه له بعدم تكرار ذلك, إما أن تخسر جهود لاعب جيد مثل حكم عبد الله لمجرد تأخره لبعض ساعات فهذه واحدة على اتحاد السلة الذي كان من المفروض معالجة الموضوع بدبلوماسية بالتنسيق مع الجهاز الفني للمنتخب, ثم لماذا سمحتم لحكم عبد الله بمتابعة معسكر دمشق ثم قمتم بصرفه قبل السفر إلى مصر, فالعقوبة كانت يجب أن تفرض من اليوم الأول للمعسكر وليس في آخره, وهذا خطأ كان يجب عدم ارتكابه, والسؤال هنا.. هل للجهاز الفني للمنتخب رأي في هذين اللاعبين, أم أن قرر إبعادهما عن المنتخب جاء من اتحاد اللعبة… وهنا الطامة الكبرى..
من المفروض:
نحن ندرك تماماً صعوبة إعداد منتخب وطني بشكل لائق ومثالي بسبب صعوبة في تأمين موارد مادية لرعاية المنتخبات, وهذه حقيقة يدركها الجميع ولا داعي للمجاملة فيها, لذلك كان من المفروض أن نعترف بأن معظم أفكار اتحاد السلة وخاصة موضوع إعداد المنتخبات, كتب عليها أن تبقى على الرفوف وتتغيب في غياهب النسيان بفضل إهمال الاتحاد الرياضي العام للعبة ومن جهة ثانية عدم وضع الميزانية المادية الكافية بيد اتحاد اللعبة لدعم اللعبة والمنتخبات, ولكن أن يأتي البعض »ويرش على الموت سكر« كما يقولون متذرعاً بأن فكرة إقامة معسكرات للمنتخبات أصبحت موضة قديمة لا يمكن أن تفيد, لا بل إنها تجعل اللاعب عرضة للإصابة, هذا الكلام ممكن أن نقبله ونعترف به, عندما نكون قد وصلنا بالفعل إلى تطبيق نظام الاحتراف بشكل صحيح, ممكن أن نقبله إذا كان لدينا دوري قوي يجعل اللاعب مؤهل لدخول أجواء المنتخب حتى دون تجمع يوم واحد, لا أريد أن أزيد, لأن المسألة قد تطول, لذلك كان علينا الاعتراف بأن الإمكانات المادية وضيق ذات اليد محقة وتفعل فعلها بسلتنا في تسويغ المراوحة والتراجع المزري على اللائحة الآسيوية والعربية, وبعد هذا الاعتراف ينبغي علينا الرجوع إلى ذاتنا قليلاً لنتعاون في رسم استراتيجية واضحة لمفاصل سلتنا دون استثناء نستطيع من خلالها أن نواكب التطور السريع الذي تشهده السلة العربية وخاصة دول الجوار.. وهنا السؤال.. لو تلقينا مثلاً دعوة مجانية لمنتخبنا لإقامة معسكر خارجي في دولة أوروبية.. فهل كنا سنرسل فاكساً لهم نقول فيه أن فكرة المعسكرات لم تعد تفيد بشيء.
نتائج:
منتخبنا الذي حل ضيفاً على الأشقاء في مصر لإقامة معسكر.. لعب هناك ثلاث مباريات, خسر الأولى مع منتخب مصر الأول بفارق كبير وصل إلى 28 نقطة 90 – 62 وفي مباراته الثانية التي جمعته مع بطل الدوري المصري الاتحاد الاسكندري خسرها منتخبنا بفارق 5 نقاط 59 – 64 ليفوز في مباراته الثالثة على منتخب شباب مصر بفارق 9 نقاط وما علينا إلا أن نكون متفائلين لأن التفاؤل مطلوب في رسم معالم حلم سلوي قادم يعيد لنا بريقنا الذي بدأ يخبو إلى ما لا نهاية.