متابعة- محمود قرقورا:تتأهب جماهير المستديرة في العالم قاطبة لمعرفة سوبر ستار الكرة الأرضية بلعبة كرة القدم بعد غد الاثنين في مدينة زيورخ السويسرية مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم،
الجائزة التي حصرت مؤخراً بين ثلاثة لاعبين هم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وأندريس إنيستا.
الجائزة التي أبصرت النور عام 1956 كانت محصورة باللاعبين الأوروبيين ومن هذا المنظار لم يفز بها لاعبا القرن العشرين بيليه ومارادونا اللذان كان ممكناً هيمنتهما سنوات طوال أكثر مما هو الحال عند العمالقة الأربعة يوهان كرويف وميشيل بلاتيني وماركو فان باستن وليونيل ميسي، الأربعة الذين حازوا اللقب ثلاث مرات بشكل متفرق أو متتال، ولا شك أن المسابقة عرفت تطورا ملحوظا من حيث آلية التصويت، وأبرز هذه التطورات أنه عام 1995 سمح بالتصويت للاعبين غير الأوروبيين بشرط أن يكونوا يلعبون في الدوريات الأوروبية، وهذا خدم الليبيري جورج ويا الذي كتب التاريخ بكونه الإفريقي الوحيد حتى الساعة الذي دخل منصة الشرف، ولكونه الإفريقي الوحيد الذي يحوز المجد، والتطور الأهم حصل منذ عام 2007 حيث صار التصويت مسموحاً به لكل لاعبي العالم دون النظر للعبهم في القارة الأوروبية، ولكن حتى الآن لم يفز بها إلا الذين يلعبون في أوروبا، وعلى صعيد التسمية كان الفائز حتى عام 2009 يطلق عليه لاعب أوروبا الأول، ومنذ 2010 صار يطلق عليه لاعب العالم، بعدما دمجت الجائزة مع جائزة الفيفا التي انطلقت عام 1991.
المصوتون
يقوم بالتصويت صحفيو مجلة فرانس فوتبول ومراسلوها وبعض الخبرات والشخصيات الرياضية التي يرتئيها أصحاب الشأن في المجلة، ومدربو وكباتن المنتخبات الوطنية في العالم، بحيث يأخذ صاحب الصوت الأول خمس نقاط والثاني ثلاث نقاط والثالث نقطة واحدة.
خصوصية
تأخذ جائزة عام 2012 خصوصية ولاسيما إذا كان الفائز ليونيل ميسي لأنه في هذه الحالة سيتخطى العمالقة الثلاثة الذين حازوا اللقب ثلاث مرات من قبل، وسيصبح سيد المسابقة الأول مع أنه بالإمكان زيادة الرصيد مادام في أوج عطائه، ومن وجهة نظر شخصية لا أحد يستحق الجائزة غير ميسي مع كامل الاحترام لرونالدو وإنيستا، فواحد وتسعون هدفاً خلال عام ميلادي واحد، لعمري هو رقم خرافي!
ولكن هذا لا يعني بحال من الأحوال أن الجوائز السابقة التي حازها ميسي لم تكن مثار جدل فجائزة عام 2010 ما كان له أن يحققها لو اقتصر التصويت على صحفيي ومراسلي مجلة فرانس فوتبول، ولو ذهبت الجائزة ذاك العام لأحد فرسان الماتادور في مونديال جنوب إفريقيا لكان ذلك أعدل وأقرب إلى المنطق، والذي رجح كفته وقتها مدربو وكباتن المنتخبات العالمية، وهذا الذي نتوقع أن يصنع الفارق عام 2012.
العمالقة الأربعة
المداد الذي سيل حول ليونيل ميسي لا نظير له وفي الصفحة السابعة تناولنا مسيرته عام 2012 وها نحن نقف بشكل مبسط مع الثلاثة الذين سبقوه، حيث من المتوقع جعلهم في المركز الثاني بعد غد:
يوهان كرويف: هو من القلائل الذين نجحوا بامتياز كلاعبين ومدربين، بل الذين كتبوا اسمهم بأحرف من ذهب قارياً وعالمياً، فأصبح أسطورة من الأساطير، ورقصت على اسمه أجيال وتغنت به شعوب، فهو الذي جمع بين المهارة والقوة، وبين الإبداع والرغبة، لم يخض كرويف سوى 48 مباراة دولية بين 1966و1977 وهذه نسبة قليلة، ولكنه حمل شارة القيادة في 33 مباراة، ومحطته الأهم كانت مونديال ألمانيا 1974 عندما قاد منتخب بلاده غير المرشح إلى المباراة النهائية، وفي ذاك العام حاز الكرة الذهبية للمرة الثالثة بعد 1971 و1973 وإبداعاته تجلت مع أياكس أيضاً عندما هيمن على القارة مطلع السبعينيات.
ميشيل بلاتيني: مثّل الديوك في 71 مباراة دولية وسجل 41 هدفاً وظلّ الوحيد الذي يحوز اللقب ثلاث مرات متتالية أعوام 1983 و1984 و1985 حتى جاء ميسي وهو يعد مايسترو كرة القدم الفرنسية وهو في نظر عشاق الديوك يسمو على كل تشكيك أو انتقاد، واختير أفضل لاعب فرنسي في القرن العشرين من قبل مجلة فرانس فوتبول، متفوقاً على كل من زين الدين زيدان ورايمون كوبا، وبرز بشكل لافت مع اليوفي وكان له الفضل في اعتلاء هرم الكرة العالمي وليس الأوروبي فقط.
مازال كل مهاجمي القارة الذين شاركوا ويشاركون في بطولة اليورو منذ بدايتها غير قادرين على اللحاق بالرقم التاريخي الذي سجله والبالغ تسعة أهداف خلال نسخة 1984 البطولة الوحيدة التي شارك بها.
ماركو فان باستن: فرض نفسه لاعباً عالمياً بامتياز وحاز الكرة الذهبية دون منافسة أعوام 1988 عندما قاد الطواحين للقب الأوروبي وعامي 1989 و1992 وعلى مبدأ ما قل ودلّ هو من طينة المهاجمين الذين لا يتكررون، ولولا الإصابة التي عجّلت بنهاية مسيرته في الملاعب لكتب صفحات غير التي قرأناها وعايشناها وسمعناها وشاهدناها، وأنهى مسيرته الكروية بـ 278 هدفاً خلال 376 مباراة، ودولياً سجل 24 هدفاً في 58 مباراة، أحدها الهدف الأغرب خلال القرن العشرين على حد قول القيصر بيكنباور بمرمى السوفييتي داساييف في نهائي أوروبا المشهور.