تركت بطولة دمشق للأشبال والناشئات بكرة السلة الكثير من إشارات الاستفهام والاستهجان لدى الكثير من الكوادر السلوية العاملة في أندية دمشق لما فيها من أخطاء وتجاوزات ما زالت اللجنة الفنية غير قادرة على تصحيحها وتلافيها.
حقيقة
من فاته متابعة هذه البطولة فقد فاته حلقات مضحكة ومبكية لم يستطع فناننا الكبير ياسر العظمة أن يتخيل في مراياه أحداث أشد إضحاكاً وإيلاماً، ابتداء من سلق البطولة وضغطها دون سبب موجب مروراً بإقامة مباراتين في وقت واحد على ملعبين متجاورين، انتقالاً الى عدم وجود ساعات توقيت أو لوحة تسجيل أو مؤقت 24/ثا أو حتى حكام طاولة، فقد أقيمت بعض المباريات وأثناء سيرها يتوقف اللاعبون فجأة لأن الحكم أطلق صافرته فيكتشفون بأن الصافرة جاءت من الملعب المجاور الذي لا يبعد أكثر من أربعة أمتار، ولاعب آخر يسمع مدربه يطالبه بالتمرير فإذا به يكتشف بأنه مدرب من الملعب المجاور، أما أجور التحكيم فقد قبضت بالكامل في جميع المباريات رغم غياب حكام الطاولة في أكثر من مباراة والأمثلة كثيرة، وفوق هذا وذاك وعندما يهل هلال حكام الطاولة فتكتشف بأنهن من الحكمات المتدربات (اللواتي تخرجن من دورة المعهد الرياضي) لتتحول البطولة بفضلهن الى حقل تجارب ودورة تعليمية عن كيفية ملء صحيفة التسجيل (السكور)
مو معقول
أما كادر اللجنة الفنية فقد كان مشغولاً (أغلبه) بالمراقبات الخارجية فرئيس اللجنة الفنية لم يشاهد أي فريق من فرق البطولة نظراً لالتزامه مع رجال سلة قاسيون في حله وترحاله وتكليفه بمراقبات في الدوري العام ولن نوزع الحكم والمثاليات ونذكر بالبديهيات ونشير ونشدد على أهمية هذه الفئات وحساسية التعامل معها وإذا أردنا منها احترام اللعبة والاخلاص لها، فالأولى بالقائمين على فنية دمشق أن يحترموا بطولاتهم التي انتهت بعض مبارياتها خلال أربعين دقيقة لأن في الصالة الرئيسية مباريات أكثر أهمية.
شرطي سير
أما الحكام الدوليون الذين زج بهم في هذه البطولة فبعضهم وجد في البطولة مناخاً غير ملائم فاعتذر عن قيادة المباريات حفاظاً لماء وجهه وتعبيراً عن رفضه لطرق إدارة هذه البطولة، أم البعض الآخر فقد رأى فرصة لزيادة الغلة وقاد المباريات بطريقة السير الثابت في مكان واحد لعدم وجود ضرورة للجري والتحرك من طرف لآخر في الملعب حسب رأيه.
خلاصة
إن هذه المشاهد المضحكة المبكية عادت بسلتنا الى العصور الحجرية ولذا كانت هذه الفئات هي أمل السلة السورية بعد أن فقدنا الآمال في سلة الرجال فإن إدارة هكذا بطولات لم تعد تصلح معها العقليات الحجرية ومن كانت مشاغله أكثر وأكبر من المواقع التي يشغلها فليتنحى جانباً ويترك الفرصة لمن يرغب بالعمل.