مورينيو يلتهب.. وفريق الفيفا يرقص الفلامينغو!

كتب أمين التحرير: «بالنسبة لي كان أمراً رائعاً أن تصفر ضدي الجماهير قبل المباراة».

fiogf49gjkf0d


ثم يلتقط مورينيو أنفاسه الخانقة قبل أن يتابع كلامه شاحناً جملته الأخيرة طاقة من السخرية «هكذا فعلاً يؤازرون فريقهم!».‏‏


جاء كلام مورينيو في المؤتمر الصحفي الذي تلا لقاء الميرنغي مع ريال سوسيداد حين أظهر الجمهور سخطه الشديد على قرار «السبيشل ون» بعدم إشراك كاسياس منذ مطلع المباراة لكن القدر وقف بالفعل مع كاسياس ليشارك فريقه مكان المطرود البديل أدان الحارس الثاني في الكتيبة البيضاء..‏‏



العيش في ظل الضوء ولو أحرقه..!‏‏


لا يستطيع مورينيو بحال من الأحوال إلا أن يكون أشبه بالفراشة التي تبقى قريبة من النار ولو أحرقتها.. بهذا المعنى يمكن أن نستعيد الجملة الثانية المتممة في التعليق السابق حيث يكون دورها التغطية على حقيقة الجملة الأولى فتقوم بأكثر من عمل من الناحية اللغوية والنفسية على طبق من السخرية معرية تلك الروح القلقة والساخطة والنازعة دائماً إلى مزيد من الإثارة والضوء والصخب.‏‏


إنها روح المدرب مورينيو «السبيشل ون» الذي جاء من البعيد من العتمة شبه الكاملة إلى مسقط الضوء المباشر حاملاً غضبه وربما رفضه للموقع المتأخر الذي كان يعمل فيه كمترجم سبق له أن مر مروراً عابراً في عالم الكرة فكان مجهول الهوية والحضور والأثر وأصبح اليوم علماً في رأسه نار..‏‏


بهذا الشكل ربما نقارب بعضاً من شخصيته التي لا تستطيع الابتعاد عن عالم الإثارة والمشكلات الصاخبة التي تجعل في دائرة الضوء والجدل باستمرار.‏‏


بهذا المعنى يمكن أن نفهم لماذا أصر على عدم مشاركة كاسياس مباراة كاملة ومباراة ثانية لولا تدخل القدر.. وبهذا نفهم تهجمه الدائم على التحكيم، واليوم على الجمهور.. جمهور ريال مدريد الذي ذهب بعيداً في فقدانه الثقة بهذا «الرجل المدرب» الذي لم يعد لديه شيء ليعطيه للملكي وهنا بالتحديد تنشأ العقدة الجديدة في تصادم طرفيها حيث الشعور السيئ المتبادل يضغط على المدرب الكبير الذي لا يقبل بغير الصدارة.‏‏


الجمهور لم يعد يريد مورينيو أو نسبة كبيرة منه وخلافاته مع عدد من اللاعبين باتت كثيرة وبعضها عميق ورغبته بتغيير المكان وصنع الأمجاد في أمكنة أخرى تجعل منه راغباً بحق في الانتقال كما ترشح معظم التوقعات إلى الدوري الانكليزي حيث يجدها جهة مطلوبة ومرغوبة من قبله..‏‏


نعم مورينيو حقق الكثير من الألقاب مع بورتو «5 ألقاب» وتشيلسى «سبعة» ومع ميلانو «7» ومع ريال مدريد «ثلاثة» وفي جعبته الكثير كما يبدو من ثقة كبيرة تمنحه هذه الاندفاعات الصاخبة.. في عالم الأرقام قد يبدو التواضع دلالة ضعف ثقة على الأقل، فيها البراعة في افتعال الأحداث والاستعراض يجعل الفرد في دائرة الضوء دائماً.. وروح مورينيو هي تلك وهي سبب مشكلاته التي يغطي عليها فعلياً بانجازاته وإلا ماذا كان سيحدث لو لم يكن الأمر كذلك؟!‏‏


بالتأكيد لم يعد مهماً رحيله أو بقاؤه مع الملكي فالعلاقة في تدهور مستمر..!‏‏


الفريق العالمي إسباني‏‏


الوجــــــــــه والقدمــــــــــين‏‏


في دوامة جوائز الفيفا شديدة السطوع كان تتويج ميسي تتويجاً منطقياً لحكاية عام لم ينته إلا والبرغوث قد حطم الكثير من الأرقام وأعلنها صاخبة «إنه الأفضل والأروع في تاريخ الكرة» وهكذا كانت الرابعة على التوالي ذهباً كروياً أدمى قلب كريستيانو وغص بالفرح الحزين أنيستا الذي خصه البرغوث بالمديح متجاهلاً جاره على الكرسي المجاور والمنافس على اللقب.‏‏


وبغض النظر عن الجوائز المنطقية عموماً مع اجتهادات قد تفضل هذا أو ذاك لكن لابد من الإشارة أيضاً إلى الفريق العالمي الذي جاء إسباني الوجه والقدمين على إيقاع موسيقا الفلامينغو.‏‏


وبغض النظر عن الأرجنتيني والبرازيلي والبرتغالي لكن الصورة بكل حوافها وفسيفسائها الناعمة النافرة تتحرك فوق العشب الكروي الاسباني لتشكل هذه السيمفونية المتناغمة في رأي الفيفا.‏‏


قد يعترض أحدهم ويرى ظلماً لبعض اللاعبين وهذا وارد في مقاييس عديدة لكي يبدو لي أن الأضواء والصحافة والمال لعبت دورها الأخير في الوصول إلى هذه النتيجة فالجميع يخرج من الابهار الساطع لليغا الاسبانية وهو منتشٍ رغم ما في ذلك من ظلم لبطولات أخرى وخاصة لجهة الإثارة والمنافسة اللاهبة طوال الموسم وهي ما نفتقده في الليغا حالياً وتعوضها الإثارة في أخبار النجوم وأحاديثهم وإن لم تكن كافية.‏‏

المزيد..