متابعة – محمود قرقورا:كل متابع للكرة المستديرة على طول الكرة الأرضية وعرضها يعترف ظاهراً أو باطناً بأن كتيبة اللاعبين الإسبان
طغت على سحرة السامبا والتانغــو الذيــن يعدّون عماد الفن الكروي اللاتيني، ولسان حالهم يقول:
من حسن حظنا أن الزمن سيتقدم بالفريق الإسباني عامين عندما يحين النزال للظفر بكأس العالم 2014 على الأراضي البرازيلية، لأن سحب البساط من اللاتينيين في عرينهم فضيحة كروية كبرى من وجهة نظرهم بدليل أن البطولات المونديالية التي أقيمت في القارة الأميركية بشقيها الجنوبي والشمالي ذهبت للبرازيل والأرجنتين والمنتخب الثالث الذي يبقى كبيراً الأورغواي.
حقائق
أن تسيطر على ثلاث بطولات كبرى لعمري هو إنجاز ترفع له القبعات، وعجز عن تحقيقه الطليان بجلالة قدرهم والألمان رغم عظمة تاريخهم والأورغواي صاحبة الصولات والجولات والأرجنتين رغم عديد سحرتها على مر الأزمان والبرازيل وما أدراك ما البرازيل!
وأن تحافظ على اللقب بعد أخذ الحيطة والحذر من تطور المنتخبات الأخرى وعلى رأسها ألمانيا والبرتغـــال ثم إيطاليا وعدم الالتفات للخسارات الودية أمامها فهنا بيت القصيد، فما بالنا إذا خرج الماتادور الإسباني الأقوى هجوماً والأمتن دفاعاً؟
وأن تضع المفردات التاريخية الخاصة بالمواجهات الرسمية ضد فرنسا وإيطاليا جانباً وتشل حركتهما فهذا إنجاز من نوع آخر!
وحتى المفردة التاريخية التي تقول (ما من منتخب حافظ على لقبه) لم يكن لها حضور أمام عظمة وكبرياء اللاعبين الفنانين الإسبان وحسن قراءتهم للخصم وترويضه.
وأن تهيمن على الألقاب الفردية والجماعية للبطولة الثانية على التوالي بموجب تصويت خبراء متخصصين لهم معايير محددة، فهذا دليل على أن الكأس الغالية لم يسرقها الإسبان من منتخب آخر، لأنهم كانوا المنتخب الأحلى والأجمل والأكمل والأمثل.
استراتيجية المدرب
اللوحة الجميلة تجلت في النهائي عندما سجل لاعبو المدرب ديل بوسكي أربعة أهداف مختلفة النكهات، والنتيجة بالمجمل لم تسجل في أي مباراة نهائية، ومعلوم أن النتيجة الأعلى في البطولات الفائتة كانت الفوز الألماني المبين على الاتحاد السوفييتي بثلاثة أهداف مقابل لا شيء عام 1972.
المدرب ديل بوسكي كان محظوظاً بعدم تعرض لاعبيه الأربعة في خط الدفاع للإصابة وهم بيكيه وراموس وألبا وأربيلوا، فلعبوا كامل الدقائق في المباريات الست، لكن رهانه كان بمحله بعد تأكد غياب بويول.
وكما نعلم أن الثبات على التشكيل كما نعلم وخصوصاً في الخطوط الخلفية يورث التفاهم والتناغم والانسجام، وهذا من عوامل النجاح في اللعبة الشعبية الأولى.
الحلول كانت عند اللاعبين الإسبان أكثر من أي منتخب آخر، والمدرب ديل بوسكي يمتلك من الأوراق الرابحة ما هو غير موجود في منتخب آخر، وتكفي الإشارة إلى أن اللاعبين الإسبان البدلاء سجلوا أربعة من الأهداف الأحد عشر التي سجلت من قبل الاحتياطيين.
أمر آخر لا يمكن وضعه على الرف مفاده أن المنتخب الإسباني لعب بأسلوب معروف عنه في جميع المباريات دون الزج بمهاجم صريح إلا ضد جمهورية إيرلندا وكرواتيا من منطلق أنهما الأسهل، بمعنى أن المنتخب الإسباني رغم تميزه وتفرده وأفضليته على منتخبات اليورو إلا أنه أظهر احتراماً منقطع النظير للمنتخبات الأخرى، وهذا سر من أسرار التفوق الإسباني، واستراتيجية زرعها ديل بوسكي في نفوس لاعبيه.
18 لاعباً
المدرب السابق أراغونيس استخدم 22 لاعباً للفوز باللقب الفائت والسبب أن المنتخب ضمن تأهله منذ أول مباراتين ضد روسيا والسويد فنزل الاحتياطيون برمتهم ضد اليونان في المباراة الهامشية، بينما في هذه البطولة احتاج ديل بوسكي لجهود 18 لاعباً والسبب أن التأهل لم يحسم إلا مع صافرة نهاية المباراة الثالثة ضد كرواتيا.
واللاعبون المساهمون بالإنجاز هم:
الحارس كاسياس المدافعون بيكيه وراموس وأربيلوا وألبا، ولاعبو خط الوسط إكزافي وإنييستا وبوسكيتس وألونسو وفابريغاس وديفيد سيلفا وبيدرو ونافاس وخوان ماتا وكازورلا وخافير مارتينيز، والمهاجمان توريس ونيغريدو.