متابعة- أنور الجرادات:رغم أهمية الفوز الذي حققه منتخبنا الوطني الاولمبي بكرة القدم ضمن التصفيات المؤهلة إلى اولمبياد لندن على المنتخب
الياباني بالعاصمة الأردنية عمان ومن بعدها الخسارة المحرجة التي كسرت ظهره وكانت غير متوقعة أمام المنتخب البحريني في المنامة إلا أنني من خلال الفوز والخسارة أريد الحديث والكلام عن قضية أخرى وهي قضية (البزنس) و(الفلوس) في دنيا كرة القدم فها هي أصل الرياضات (الأولمبياد) تعترف بالاحتراف ولكن حتى سن معينة لكنها تعترف بالاحتراف.
بين الجشع والجوع
فمع كل الحب والتقدير لكبار كتابنا وألمع إعلاميينا بل أساتذتنا في النقد الرياضي فأنا أصاب بحالة من الصدمة والذهول حينما يشير كل هؤلاء (الكتاب، الإعلاميين، الأساتذة) إلى كرة القدم وقد أصبحت مرتعاً للمال والبيزنس باعتبارهما من جرائم العصر يصدمني أكثر كلامهم عن سوء خلق اللاعبين حينما يطالبون بحقوق مالية واقل وصف بهذه النوعية من اللاعبين هو الجشع ثم يقدمون لنا ذكريات زمن الكرة الجميل حينما كان اللاعب يموت من الجوع بسبب عطائه للملاعب ولناديه بل لمنتخب بلاده..!
سائق تكسي ونجار باطون
وأعتقد أن الكثير من الوسائل الإعلامية انشغلت كثيراً بتقديم ملفات محزنة عن أهم نجوم كرتنا الذين أضاؤوا وأسماء زمن الكرة الجميل وقد أصبحوا في حالة يرثى لها فهذا سائق تكسي وآخر بقال وثالث نجار باطون ورابع ينتظر عطف الناس والمدهش أنه بقدر النجومية يكون الجوع والفقر والحاجة أي كلما كان اللاعب أكثر نجومية في شبابه كان أكثر فقراً وجوعاً في شيخوخته والمؤلم في الموضوعات التي قدمتها هذه الوسائل الإعلامية عن نجومنا القدامى انه كانت دائماً هناك جملة (عدم الوفاء) أو تعبير (النسيان) ولم تخل هذه الموضوعات أبداً من عبارات الرثاء والإهمال لحال هؤلاء النجوم…!
المال ثم المال
في المقابل يرى كبار الكتاب أن نجوم هذا الزمن لايحبون الكرة بل يعشقون المال.. وأنهم لايعرفون معنى الولاء لأنديتهم ومواهبهم لا تتعدى (الجشع) وخطف الأموال من الأندية المسكينة التي تواجه بشكل دائم شبح الإفلاس..!
الكلام يبدو متناقضاً داخل مقالات كبار الكتاب فمن آراء تشبه اللوم لنجوم الزمن القديم بسبب إهمالهم لتأمين حياتهم اقتصادياً إلى آراء (تشتم) تصرفات النجوم الذين يحرصون على تأمين حياتهم اقتصادياً..!!
إلى هنا وعلينا كإعلاميين بل هو واجبنا الآن هو إعادة صياغة مفهوم اقتصاديات لعبة كرة القدم عندنا بشكل دقيق دون أن نشعر بالخجل من فكرة أننا ندافع عن نجوم يتميزون بالجشع أو ندعو الأندية لفكرة ضبط الميزانيات والتخلي عن أفكار من نوع (ابن النادي) أو (من أجل جماهير النادي) فالمسألة أصبحت أكثر تعقيداً والأندية باتت كيانات اقتصادية ضخمة إلى جانب كونها مؤسسات لرعاية النشء والشباب..!
هل نصبح مثل
ريال مدريد وبرشلونة؟
والبحث عن تنظيم اقتصادي وانضباط مالي لأندية كرة القدم هو أمر عاجل وضروري وهو بالمناسبة أمر لايتعارض مع فكرة متعة كرة القدم فهل نحن لانستمتع بأداء ريال مدريد أو فنون برشلونة وكلا الفريقين من أكثر الأندية في العالم تحقيقاً للأرباح والنتائج أيضاً وبالتالي لايقف الانضباط المالي في وجه اسعاد جماهير النادي بل على العكس إن التوازن الاقتصادي لهذه الأندية كان وراء تحقيق البطولات وأفضل النتائج وهذا ما تبحث عنه جماهير كرة القدم في كل مكان..!
ابن النادي وآلاف الليرات
إن هذه المرحلة من وجهة نظري تبدأ من الزملاء الإعلاميين الذين يعدمون أي لاعب يبحث عن حقوقه المادية ويتهمون أندية في شرفها لأنها فرطت في أبنائها من أجل حفنة من الآلاف وزملائي الإعلاميون أيضاً هم الذين رسخوا أفكار (ابن النادي) و(نادي المبادىء والقيم) في حين أن القضية أصبحت واضحة وضوح الشمس وان كرة القدم أصبحت (بيزنس) و(البيزنس) أيضاً له مبادىء وأخلاق وقواعد وليس هناك أي تعارض مابين (البيزنس) وبين (نادي المبادىء والقيم)..!
وماذا بعد؟
المؤسف حقاً أن هناك حفنة من الأشخاص تبحث لنفسها عن حفنة من الليرات تغطي كل عملياتها القذرة تحت شعار (المبادىء والقيم) وكل ما أطالب به أن يعمل الجميع تحت شعار (مصلحة النادي ومصلحة الرياضة) وأن يكف سماسرة الأندية عن الكلام في المبادىء والقيم.. أو أن يتركوا مواقعهم ومناصبهم في أنديتهم ويذهبوا للعمل في مكاتب السمسرة وهي أيضاً مهنة شريفة ومطلوبة من أجل أندية أفضل..!!
الملف سيظل مفتوحاً .. حتى لو كره أصحاب المبادىء والقيم.