في أي لعبة رياضية يقفز المنتخب الوطني إلى الواجهة, وفي كرة السلة
يبدو أن هذه الواجهة بحاجة للكثير من التلميع وربما (الترقيع) ومع هذا لا يصلح العطار ما أفسده الدهر!
منتخبنا السلوي تحول إلى وجع رياضي كبير مفرداته التخبط في الدعوة له و (النرفزة) في محاولة ضبط إيقاعه, واللامبالاة معظم الأحيان في قراءة مفردات تحضيره, وغياب الشعور بالمسؤولية لدى أفراده, وإذا ما حضرت هذه التفاصيل مع اتحاد سلوي يبدو أنه فقد كل شيء من هيبته فإن ذلك يضعنا كل تأكيد على أطلال لعبة كانت هي الواجهة الحقيقية لرياضتنا.
لنفكّر بالجواب ملياً قبل أن نقلبّه على بساط البحث…
لا أعرف إن كنتم تتفقون معنا بأن أحوال منتخبنا الوطني بكرة السلة بدأت بالتدهور منذ أن طرق الاحتراف السلوي الخارجي باب صالاتنا لأنه ومن يومها بدأت الأندية تعتمد على لاعبين جاهزين من الخارج يأتون لشهر أو لشهرين ليشاركوا هذا الفريق وذاك ومن ثمّ يرحلون تاركين لاعبنا المحلي بعيداً عن فرصة المشاركة وبالتالي معرضين إياه للكسل ولتراجع مستواه الفني الذي لم يعد يحرص على تطويره لأنه بينه وبين نفسه يعرف أنه لن ينال الفرصة التي تحفّزه على تطوير هذا المستوى!
هذا الاحتراف أيها السادة لم يترك آثاره السلبية على المستوى الفني لسلتنا وحسب بل وفرض على لاعبنا سلوكاً لم يكن يجرؤ عليه قبل هذا الاحتراف حيث تمادى هذا اللاعب في دلاله وفي الجرأة على اعتذاره أو تخلفه عن تلبية دعوة المنتخب وفي اختلاق الأعذار واتحاد السلة يتفرّج وإن هدد لا ينفذ تهديده!
لا نريد أن نستسلم للوهم ونفرح للإنجازات التي يحققها منتخب الناشئين تحت تسميات مختلفة ولا يجب أن يقف طموحنا عند بطولة عربية لهذه الفئة أو بطولة مدرسية عبر نفس المنتخب وإن كان ذلك يساعد على زراعة الأمل فينا من جديد ولكن من يقدر على الصبر?
وضع سلتنا إدارياً واتحادياً وفنياً وبطولات محلية وكوادر متنافرة لا يدعو للاطمئنان ولا يعالج بالسكوت أو بالاستقالات والكرة خرجت من ملعب اتحاد السلة وأصبحت في ملعب مكتب الألعاب الجماعية في المكتب التنفيذي وننتظر من يمدّ يداً بيضاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في سلتنا المتهالكة ونأمل ألا يطول انتظارنا لأن كل يوم يمرّ هو هدر للقدرة على العلاج.