حلب – عبد الرزاق بنانة :حالة الترقب التي عاشها الشارع الاتحادي على مدى الأسبوعين الماضيين بانتظار من سيقود كرة الاتحاد في المرحلة
القادمة جاءت ملبية لطموح الجماهير التي ترى بالمدرب الروماني فاليري تيتا بسمة الأمل لقيادة السفينة الحمراء للوصول بقلعتها الى منصات التتويج في ظل تحقيق معادلة النجاح بوجود ربان السفينة الذي تربع على سدة القرار ويملك من الإمكانيات الشيء الكثير وسبق وأن حصد أكثر من بطولة وبات الاثنان يشكلان ثنائية جميلة يتطلع من خلالها جماهير الاتحاد نحو حصد المزيد من النتائج الطيبة بعد أن مرت سنوات صعبة لامست فيها كرة الاتحاد اللقب ولم تحصل عليه .
لماذا تيتا ؟
الإدارة وبعد دراسة مستفيضة قررت التعاقد مع الروماني تيتا لأسباب عديدة أهمها أنه هو من ساهم بانتقال الفريق الى الدور الثاني في كأس الاتحاد الآسيوي وهذا بحد ذاته وفاءً من الإدارة لهذا الإنجاز ولكون تيتا يعرف إمكانيات جميع اللاعبين ويستطيع توظيف إمكانياتهم في المكان المناسب خاصة وأن الوقت بات حرجاً بالنسبة لموعد المباراة الأولى من الدور الثاني في البطولة أمام كاظمة الكويتي حيث يصعب على أي مدرب خلال فترة قصيرة الوصول الى القدر الكافي من التحضير إذا لم يكن يعلم إمكانيات لاعبيه سابقاً خاصة وأن عدد من الأساسيين ملتزمين مع المنتخب الوطني وقد لا يلتحقوا بالفريق إلا قبل عشرة أيام من المباراة وتبقى نقطة أخيرة وهي أن تيتا بات مطلباً جماهيرياً ففعلت الإدارة حسناً واتخذت قرارها بالتعاقد معه للمرحلة القادمة .
إنجازات
من خلال تجربة تيتا مع نادي الاتحاد التي استمرت موسمين نرى أن بدايته التي كان فيها مساعداً للمدرب الأرجنتيني أوسكار وتسلم بدلاً عنه فنجح بتحقيق نتائج ملفتة وتصدر مرحلة الذهاب والأسابيع الأولى من الإياب وعندما تبدلت النوايا من البعض ووضعت العصي في عجلات مسيرة الفريق تراجعت النتائج وتقرر إعفاؤه من مهامه لتأتي التجربة الثانية له في الموسم الماضي وبالمرحلة الرابعة من الإياب فاستطاع حصد (25) نقطة من أصل (30) فاعتبر ما حققه إنجازاً بوصول الفريق الى المركز الرابع في النهاية كما استطاع القفز بالفريق الى الدور ربع النهائي في كأس الاتحاد الآسيوي كما تجاوز فريق عنابة الجزائري بعدما فرض عليه أسلوب لعب معين وإغلاق منطقة الدفاع واللعب على الهجوم المرتد فتجازوه بركلات الترجيح وكذلك فعل مع نادي الكويت الكويتي الأمر الذي جعل منه مطلباً جماهيرياً .
استراتيجية
من خلال الأفكار التدريبية والفنية التي قدمها المدرب تيتا لكرة الاتحاد في المراحل السابقة نرى أنه ساهم بتكريس نهج الفريق في الخطة الجديدة 4/4/2 التي كانت بدايتها مع المدرب حسين عفش واستطاع إضافة بعض الأفكار الحديثة في تطبيقها على الرغم من وجود بعض الهفوات بالنسبة للتنفيذ في الخط الدفاعي وضمن استراتيجيته في هذه الخطة ضرورة الاعتماد على تحرك خطي الدفاع والوسط بشكل كتلة واحدة ضمن مناطق محدودة معتمداً الأسلوب الجماعي في حالتي الههجوم والدفاع مع رفض اللعب الفردي وهي أحد أسباب عدم قناعته باللاعب الفنزويلي غوميز وهو ما أكد لنا شخصياً .
أسلوب
رغم الظروف الصعبة التي يعيشها النادي حالياً في ظل الغيابات التي حصلت مع نهاية الموسم السابق فإن المدرب تيتا يفضل الاعتماد على اللاعبين الشباب وبرؤيته يستطيع أن يخلق لاعباً يؤدي مهامه رغم قلة خبرته لكن الحيوية والنشاط تغطي هذا الجزء وهذا ما سيعمل عليه تيتا في الأيام القادمة وسينجح بذلك .
بالميدان
في اليوم الثاني لوصوله تحول تيتا الى عمله الميداني في الملعب وأجرى على مدى يومين اختبارات بدنية لجميع اللاعبين وقام بتقسيم مجموعة اللاعبين الجدد الذين انضموا للفريق وبعد أن أعطى لكل لاعب مهامه قبل المباراة راقب تحركاتهم ومدى تنفيذهم لتلك المهام واتخذ قراره باستبعاد /18/ لاعباً دفعة واحدة .
جاهزية
بنتيجة الاختبارات التي أجراها المدرب وبعد التحاق لاعبي منتخب الشباب بالفريق قرر البدء بإقامة تمارين صباحية ومسائية لرفع الجاهزية وطلب من الإدارة إقامة معسكر في منطقة جبلية ثم يتحول بعدها الى التركيز على الناحية التكتيكية والخططية وإقامة المباريات التجريبية وتبقى المشكلة الأهم لتطلعات تيتا اللاعبين الأجانب المحترفين لأنهم يشكلون نقطة التحول في مسيرة الفريق في البطولة الآسيوية .
تفاؤل
من خلال المتابعة والرؤيا لما يجري في نادي الاتحاد فإن التفاؤل يجب أن يكون عنواناً بارزاً للمرحلة المقبلة ويبقى الدعم والمساندة الجماهيرية مطلوبة في هذه المرحلة من جميع محبي النادي .