لا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن المشهد السلوي الأخير على صعيد نتائج المنتخبات الوطنية كان ضبابياً وبتنا بحاجة إلى إعادة صياغة أسلوب وعملية بناء هذه المنتخبات بوضع استراتيجية
بعيدة المدى تقينا شر الانتكاسات و الخيبات، وهذه النتائج لم تكن وليدة اللحظة بل هي نتاج لعمل الأندية و التي غالباً ما تفرز لاعبين مازلوا غير مؤهلين على تحقيق ألقاب على الصعيد العربي على أقل تقدير لعدم امتلاكهم ثقافة الفوز
واقعان
اختلف كثيراً مع الذين يفصلون ما بين واقع أنديتنا واعداد منتخباتنا الوطنية الذي ما زال يعاني الأمرين في عهد الاتحاد الحالي لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفصل بين الواقعين، فكيف لنا أن نضع منتخباً (سوبر ستار) في ظل وجود أندية (مهترئة) وكيف يمكن لنا أن نحقق حالة من الاستقرار المادي و الإداري لهذه المنتخبات و أنديتنا خاضعة وأسيرة للهبات المالية و يديرها أشخاص لا يرون أبعد من أنوفهم، فوجود أندية قوية و مستقرة ودروي قوي ومحترف بالمعنى الحقيقي للكلمة لا بد أن تفرز منتخبات قوية بلاعبين ناضجين من الناحية الاحترافية.. والسؤال المهم هنا، هل واقع أنديتنا يبشر بالخير وهل عملها صحيح و مدروس على أسس علمية
احتراف
لن نظلم الاحتراف ونعتبره المسؤول الأول عن فشلنا فنحن ما زلنا نطالب بوجود احتراف مدروس لأنه السبيل الوحيد للارتقاء بمستوى سلتنا، لكن يبدو أن خياط ثوبنا الاحتراف لم يكن معلماً كونه أجبرنا على ارتداء الثوب الفضفاض وبمقاسات كبيرة، الشيء الذي انعكس علينا سلباً وبدلاً من التقدم إلى الأمام أصبحنا نتراجع للخلف ابتداء بنتائج أنديتنا هذا العام في البطولات العربية والقارية مروراً بنتائج منتخباتنا الوطنية العلقمية والتي تركت أكثر من إشارة استفهام في تعاطي الاتحاد معها و انتهاء في الخطط الموضوعة لإعداد هذه المنتخبات التي تنتظرها استحقاقات هامة وقوية – بديهي
إذا كان واقع أنديتنا لا يساعد على بناء المنتخب ودورينا لا يلبي الطموح فهذا يعني أن المنتخب بحاجة لإعداد صحيح وسليم ووجود أجواء تدريبية مثالية ومدربين من مستوى عال و معسكرات و مباريات احتكاكية قوية لنخرج بمنتخب يحفظ ماء وجهنا، لكن الكلام و المثاليات شيء و الواقع الذي نراه شيء أخر مختلف في كل المقاييس و المقدمات، وسنعطي مثالاً حياً على ذلك، فالمدة الفاصلة عن مشاركتنا في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي (ستانكوفيتش)تتناقص يوماً بعد يوم وكان من المفروض بل من البديهي أن يكون اتحاد اللعبة قد وصل إلى صورة إعداد هذا المنتخب بكافة مفاصله ووفر له أجواء الاستعداد الجيد حسب الإمكانات المتواجدة بين يديه، لكن هذه البديهية ما زالت غائبة حتى الآن لأسباب كثيرة لا ندري لمن نحمل مسؤوليتها، و إذا كان اتحاد السلة مقتنعاً بما قدمه المنتخب في بطولة غرب آسيا من حيث النتائج والمستوىِ فتلك هي الطامة الكبرى لأن سحابات البطولة القادمة تختلف كلياً عن بطولة غرب آسيا وبالتالي فإن المطلوب في هذه
الفترة القصيرة تكثيف إعداد المنتخب وتأمين مباريات احتكاكية له مع التذكير بأن المنتخب ظهر فيه العديد من المواهب والخامات الجيدة و التي تحتاج كل عناية و اهتمام ودعم لتشكل نواة منتخباتنا السلوية في المدى المنظور
خلاصة
لن نكون جناة على اتحاد السلة و نطالبه بتحقيق المستحيل لأننا نعرف البير و غطاه، لكننا نطالبه و نؤكد على ذلك بوضعنا بصورة عمله لأننا ما زلنا نجهل الكثير عن تفاصيل عمله خاصة فيما يتعلق بموضوع المنتخبات الوطنية و لا أرى مانعاً في عقد مؤتمر صحفي قبل البدء بإعداد أي منتخب ليتثنى لنا كرجال إعلام من الوصول إلى الحقائق.
مهند الحسني