بعد انتهاء منافسات البطولة العربية بكرة السلة للمنتخبات التي أقيمت مؤخراً في المغرب كان لا بد من وقفة محايدة و موضوعية لتقييم أداء المنتخب أفراداً ومجموعة، النتيجة التي حصل عليها المنتخب مقبولة
بعدما حجز لنفسه المركز الرابع على لائحة الترتيب، و إن كان أمامه فرصة تاريخية للحصول على إحدى الميداليات الثلاث في ظل ضعف المنتخبات العربية المشاركة والتي يمر غالبها في مرحلة التجديد و البناء لمنتخبات شابة وهو الأمر الذي ينطبق وحال منتخبنا الذي امتلك فرصة الوصول للمباراة النهائية لو قدمت له ظروف إعداد أفضل مما قدم إليه وفترة تحضير أطول للوصول بلاعبيه إلى مراحل متقدمة من الانسجام الفني، وخصوصاً في ظل وجود عملاقين لطالما بحثت السلة السورية عن أمثالهما (مارسيلو- وأيدر)
حقيقة
يسجل للمنتخب أدائه الجماعي وروح التعاون بين اللاعبين و تعدد الخيارات أمام المدرب من حيث اللاعبين و طريقة اللعب، كما أن غياب الطواويس عنه خلق حالة من الألفة و التعاضد ظهرت واضحة أثناء و بعد المباراة كانت البصمة الفارقة لهذا المنتخب، فاللاعبون كانوا مدركين لمهامهم و لما هو مطلوب منهم و يعرفون تماماً لحقوقهم وواجباتهم، وأثناء مرافقتي للمنتخب شاهدت بعيني الالتزام الاداري الكبير و تعاون اللاعبين المطلق مع مدير المنتخب و مدربه بعيداً عن العنجهية و حالات الدلال الزائد
نتائج مقبولة
كل هذه المقدمات أدت الى نتائج لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين بمنتخبنا، فوصوله إلى المركز الرابع بهذه المجموعة الشابة انجاز لن نغالي في طرحة ولكن لا يمكن في نفس الوقت إنكار أهميته كما أن إغفال غياب بعض اللاعبين المؤثرين الذين تمنى المدرب وجودهم في المنتخب و حال دون مشاركتهم أسباب مختلفة منها الإصابة التي لحقت بلاعب حكم العبد الله وقيصر عبود وأخر إدارية مثل اللاعب طارق السباعي، هؤلاءاللاعبون كانوا سيذوبون ضمن المجموعة ويقضون على كثير من الثغرات التي تسبب ضعف أداء اللاعبين بها، وهو أمر كان سيضمن مركزاً متقدماً لمنتخبنا على أقل تقدير
نطرة موضوعية
بقي أن نذكر أن الخسارة القاسية التي تعرضنا لها أمام منتخب ليبيا هي الخسارة الوحيدة التي كانت خارج الحسابات، ولا يفوت الفنيين ولا العالمين ببواطن الأمور صعوبة السفر إلى المغرب العربي و الإهاق الكبير الذي أصاب اللاعبين قبل المباراة، مقارنة بساعتين سفر للمنتخب الليبي الذي عسكر في تركيا لمدة شهر و نصف و حظي بظروف إعداد يحلم بها أي من منتخباتنا الوطنية، ولعل خارطة جديدة ترسم لكرة السلة السورية بدأت ملامحها تظهر في الرباط، إذاً في ميزان المقارنة ترتيبنا كان مقبولاً و منتخبنا كان معقولاً ومستوانا كان جيداً وكسبنا لاعبين شباب إضافة للاعبي الارتكاز
مهند الحسني